بقينا العشية كاملة مجمعات وماعرفتش كيف قدرت نصبر... لا، ماشي نصبر، ولكن نتمتع... كنت بحال ادا كنشوف فشي فيلم حيت دكشي اللي عاودات لي معنكش نيت...
ملي طلعات لsixiéme، كانت بدلات الليسي... وتفارقنا فديك الوقت، وقالت لي بلي انتقلات حيت هاداك فاش كننا جاها النيفو ديال القراية فيه هابط... كانت كتقرا مزيان ومن داك النوع المكافح اللي كيسهر ويدمر... وتصدمت نهار عرفت بلي سقطات فالباك... باش نتصدم كتر ملي قالتي شنو كان السبب...
ملي بدات القراية، بقات فنفس الحالة... ادا ما كانتش تزادت... سماوها تاني "سلوى الحمقة" وجراو عليها الأساتذة وما قدروش يفهمو بلي هاديك اللي كتظل تضحك هي اللي كتجيب نقط مزيانة وبلي واخا كتدير دوك التصرفات المبرهشة كتبان عليها مربية مزيان وهاديك حالة "هستيرية" وكتدوز...
بقات عايشة على أمل الدري اللي كيبغيها، واللي هي كتبغيه.. ومازال كتفكر فيه وكتقول لي "يا ختي كانو كيغيرو مني... أنا متأكدة بلي كيبغيني وعارفاه دبا كيتعدب" ... (كنقول مع راسي، وفين عاقل هو حتى على سميتك أمسكينة...)... ولات كتهيطر بالليل بزاف وماكتتحكمش فراسها بالنهار... كتضحك على الناس بلا ماتقصد وكتبكي فالعراسات وملي كتشوف الناس مجموعين وكيضحكو...
كنكتب دبا ومازال صوتها كيتعود وهي كتقول ليا منسمحش لمنال... منسمحش لاسماعيل... مانسمحش لربيعة... مانسمحش لهادي ولهاديك... كتتفكر كل واحد بسميتو وكتقول لي بلي ماغديش تغفر ليهوم العداب اللي دوزو عليها وخا تكون قدام الله... لا دنيا لآخرة... كتهضر بواحد الحقد ديال وحدة بعقلها وعارفة كزيان شنو كتقول... وكتضرب فالطبلة بحال شي مصطية مسعورة.. وكاتغوت "الله ينتقم منهوم" وكتبدا تقول لي تاني "عقلتي داك النهار اللي... وشفتي ديك المرة ملي..."
قالت لي بلي ماماها دوراتها على عرمة ديال الفقهة، وداتها فالأخير لطبيبة نفسانية... وكانت الحاجة اللي عمرها حتى فكرت فيها : انفصام الشخصية...
ملي صعقاتني بديك الكلمة مكرهتش نعنقها ونقول ليها سمحيلي حتى أنا... سمحيلي حيت كنت كنتفاداك وخليتك تغرقي ملي كتقولي لي "نتي را كنتيق فيك، وعارفاك ماكتغيريش مني، ولكن راكي غالطة... راه كيتسطا عليا"
الوقت اللي كانت كتضحك، قالتلي بلي كاتشوف داكشي اللي فالسبورة كايترسم على شكل وجه وكايدير des grimaces وملي كاتضحك عليا راه كيبان ليها نيفي كبير بزاف، وملي كتشوف فالأساتذة، راه كيبانو ليها كيغنيوا وماشي كيهضرو... ملي وصلات الباك، ولا دكشي كيتحول للوراق فين كتكتب والكتوبة فاش كتقرا وعوض ماتركز، كتبقلبها تكركير غير بوحدها... وكانت تقدر تكون خدامة كتحسب فla calculatrice وكتتخايل شي حاجة بلاصة الأرقام... والطبيبة قالت ليها بلي غادي تلقا مشاكل فقرايتها من بعد، حيت غالبا ما كيقدروش الناس اللي تصابو بهاد المشكل يكملوها بشكل طبيعي ملي كيفوتو واحد المرحلة وكايكونو تعطلو فالعلاج...
وكان عندها الحق، حيت ملي خدات الباك ديالها -بمعجزة- وبمقبول، هي اللي كانت كتقرا مزيان وكتتكلاسا على صعيد المدرسة كاملة فالابتدائي وماشي القسم، بدات قرايتها فسبتمبر وداز اكتوبر ونوفمبر وحبسات... ونفس الحاجة وقعات فالعام التاني، ملي عاودات حاولات... وبقات هكداك...
وهي كتعاود شفتها بحال أي وحدة ماعندها حتى شي خلل من غير أنها كتتقطع فيها الهضرة وكيتخربقو ليها الأفكار وكتحاول تحبس الضحكة... ولكن ما كملاتش ساعة وتقلبات حتى خفت... حسيت بيها بحال ادا تقدر تضربني فأي لحظة... (وحتى بنت خالتي اللي نعول عليها تحامي كانت باقة عيانة شوية هههه)... وكنت أنا اللي غادي نحماق، حيت كنقول هاهي جات... هاهي مشات... بحال ادا حاضية الريزو...
وباش نحاول نرفع ليها من المعنويات، قلتليها بلي مزيان اللي واعية بهادشي ورا باين بلي قادرة تميز دوك الأوهام وتستوعب بلي غير فخيالها وما منهوم والو، وجاوباتني "آه، دبا أنا راني عادية... غير بعض المرات اللي كتشدني الحالة وصافي... عنداك تخرج هاد الهضرة من هنا؟... ماكرهتش نقلب على علي ونوصل ليه هاد الهضرة ولكن مابغيتش نشوشو... غادي يبقا يفكر فيا ويقدر يجلس يبكي..."
تما حليت فمي... ادا كانت اقتنعات بلي شي حوايج غير توهماتهوم، راه مازال حوايج خرى مأمنة بيهوم وادا غير فكرت نقول العكس، غادي تقدر تتعصب عليا... وقلتليها "اه، صافي... ماتبقايش تقوليها لأي واحد، وغير نساي داكشي اللي داز..."
"المشكل هو أن المرض كيخليني عايشة فداك الماضي وماشي الحاضر... مانقدرش نفكر فشي حاجة خرى والطبيبة براسها قالتلي بلي راه ذاكرتي قوية وكنعقل على التفاصيل..." جاوباتني هكدا وموراها تاني بدات كتدعي على هادوك اللي خلاوها حالتها تزيد تخياب وتولي "حمقة" ببصح...
طولنا فالهضرة وملي كملات، قالتي ارتاحت بزاف حيت بدلات الجو وعاودات على شنو ضرها، (خصوصا أنو ماعندهاش ختها وعايشة وحيدة)، وديك اللحظة أكدت عليها تبقا تجي عندي بزاف ووقتما بغات تهضر...
لقيت راسي مابقا حتى شي حد فحياتي...
وليت بوحدي ومرتاحة هاكداك وماكنقلبش على الناس فمرة...
كتدوز عندي سلوى مرة مرة... وكنفكر فحبيق ديما...
ومع المدة، ترباو فعقلي بزاف ديال الأسئلة وتوسوست...
ياك حتى أنا من شهر 9، كيبدا يتقلب لي الدماغ؟
ياك كيعجبني بزاف نبقى بوحدي ودبا مابقيت حاملة حد؟
ياكما حتى أنا غير تخايلت بلي كيبغيني ودكشي كامل مامنو والو؟
علاش كنعقل على التفاصيل ديال التفاصيل وبلا مانكتب لامذكرات ولا حتى حاجة؟
وياك حتى أنا كنعيش البارح كتر من اليوم وكنغرق فلي داز بلا مانحس بشنو جاي؟
ياكما حتى أنا غادي نولي فحال سلوى؟

من غير كاع هاد التساؤلات العبيطة اللي بدات كتلعب لي فراسي، كنت كنفكر فهادوك اللي كتدعي فيهوم وكتقول لي ديما تقريبا، راه مامسامحاش لهادا وهاديك وهاديك... كون عرفو فين وصلات بسباب ضحكهوم الخايب؟ واش كيحسو بلي شي حد كايتمنى ليهوم بزاف ديال الحوايج خايبة من ورا ظهرهوم وماللمهومش حيت تعداو عليه؟ واش يقدرو يكونو عاقلين عليها؟ وادا تفكروها، شنو كيقولو معا راسهوم؟
اه، يقدرو يكونو ناس حاقدين عليا حتى أنا... ناس آديتهوم بلا مانحس ولا درتها نيت بلعاني... نقدر نكون سباب التعاسة ديال شي واحد... يقدر يكون كيبكي بسبابي...
بلاتي... راه عييت مانفكر، ما طاح لي غير حبيق فراسي...
فين يكون وصل دابا؟ كيفاش ولا؟ شنو كيدير؟ يكون مازال كيتفكرني؟
وادا كنت غير حمقة؟ واش نقدر نغفر ليه نهار ندير عقلي؟