الاثنين، 28 ديسمبر 2015

33 - خلعني راسي...

بقينا العشية كاملة مجمعات وماعرفتش كيف قدرت نصبر... لا، ماشي نصبر، ولكن نتمتع... كنت بحال ادا كنشوف فشي فيلم حيت دكشي اللي عاودات لي معنكش نيت...

ملي طلعات لsixiéme، كانت بدلات الليسي... وتفارقنا فديك الوقت، وقالت لي بلي انتقلات حيت هاداك فاش كننا جاها النيفو ديال القراية فيه هابط... كانت كتقرا مزيان ومن داك النوع المكافح اللي كيسهر ويدمر... وتصدمت نهار عرفت بلي سقطات فالباك... باش نتصدم كتر ملي قالتي شنو كان السبب...

ملي بدات القراية، بقات فنفس الحالة... ادا ما كانتش تزادت... سماوها تاني "سلوى الحمقة" وجراو عليها الأساتذة وما قدروش يفهمو بلي هاديك اللي كتظل تضحك هي اللي كتجيب نقط مزيانة وبلي واخا كتدير دوك التصرفات المبرهشة كتبان عليها مربية مزيان وهاديك حالة "هستيرية" وكتدوز...

بقات عايشة على أمل الدري اللي كيبغيها، واللي هي كتبغيه.. ومازال كتفكر فيه وكتقول لي "يا ختي كانو كيغيرو مني... أنا متأكدة بلي كيبغيني وعارفاه دبا كيتعدب" ... (كنقول مع راسي، وفين عاقل هو حتى على سميتك أمسكينة...)... ولات كتهيطر بالليل بزاف وماكتتحكمش فراسها بالنهار... كتضحك على الناس بلا ماتقصد وكتبكي فالعراسات وملي كتشوف الناس مجموعين وكيضحكو...


كنكتب دبا ومازال صوتها كيتعود وهي كتقول ليا منسمحش لمنال... منسمحش لاسماعيل... مانسمحش لربيعة... مانسمحش لهادي ولهاديك... كتتفكر كل واحد بسميتو وكتقول لي بلي ماغديش تغفر ليهوم العداب اللي دوزو عليها وخا تكون قدام الله... لا دنيا لآخرة... كتهضر بواحد الحقد ديال وحدة بعقلها وعارفة كزيان شنو كتقول... وكتضرب فالطبلة بحال شي مصطية مسعورة.. وكاتغوت "الله ينتقم منهوم" وكتبدا تقول لي تاني "عقلتي داك النهار اللي... وشفتي ديك المرة ملي..." 

قالت لي بلي ماماها دوراتها على عرمة ديال الفقهة، وداتها فالأخير لطبيبة نفسانية... وكانت الحاجة اللي عمرها حتى فكرت فيها : انفصام الشخصية...


ملي صعقاتني بديك الكلمة مكرهتش نعنقها ونقول ليها سمحيلي حتى أنا... سمحيلي حيت كنت كنتفاداك وخليتك تغرقي ملي كتقولي لي "نتي را كنتيق فيك، وعارفاك ماكتغيريش مني، ولكن راكي غالطة... راه كيتسطا عليا"


الوقت اللي كانت كتضحك، قالتلي بلي كاتشوف داكشي اللي فالسبورة كايترسم على شكل وجه وكايدير des grimaces وملي كاتضحك عليا راه كيبان ليها نيفي كبير بزاف، وملي كتشوف فالأساتذة، راه كيبانو ليها كيغنيوا وماشي كيهضرو... ملي وصلات الباك، ولا دكشي كيتحول للوراق فين كتكتب والكتوبة فاش كتقرا وعوض ماتركز، كتبقلبها تكركير غير بوحدها... وكانت تقدر تكون خدامة كتحسب فla calculatrice وكتتخايل شي حاجة بلاصة الأرقام... والطبيبة قالت ليها بلي غادي تلقا مشاكل فقرايتها من بعد، حيت غالبا ما كيقدروش الناس اللي تصابو بهاد المشكل يكملوها بشكل طبيعي ملي كيفوتو واحد المرحلة وكايكونو تعطلو فالعلاج...

وكان عندها الحق، حيت ملي خدات الباك ديالها -بمعجزة- وبمقبول، هي اللي كانت كتقرا مزيان وكتتكلاسا على صعيد المدرسة كاملة فالابتدائي وماشي القسم، بدات قرايتها فسبتمبر وداز اكتوبر ونوفمبر وحبسات... ونفس الحاجة وقعات فالعام التاني، ملي عاودات حاولات... وبقات هكداك...


وهي كتعاود شفتها بحال أي وحدة ماعندها حتى شي خلل من غير أنها كتتقطع فيها الهضرة وكيتخربقو ليها الأفكار وكتحاول تحبس الضحكة... ولكن ما كملاتش ساعة وتقلبات حتى خفت... حسيت بيها بحال ادا تقدر تضربني فأي لحظة... (وحتى بنت خالتي اللي نعول عليها تحامي كانت باقة عيانة شوية هههه)... وكنت أنا اللي غادي نحماق، حيت كنقول هاهي جات... هاهي مشات... بحال ادا حاضية الريزو...


وباش نحاول نرفع ليها من المعنويات، قلتليها بلي مزيان اللي واعية بهادشي ورا باين بلي قادرة تميز دوك الأوهام وتستوعب بلي غير فخيالها وما منهوم والو، وجاوباتني "آه، دبا أنا راني عادية... غير بعض المرات اللي كتشدني الحالة وصافي... عنداك تخرج هاد الهضرة من هنا؟... ماكرهتش نقلب على علي ونوصل ليه هاد الهضرة ولكن مابغيتش نشوشو... غادي يبقا يفكر فيا ويقدر يجلس يبكي..."


تما حليت فمي... ادا كانت اقتنعات بلي شي حوايج غير توهماتهوم، راه مازال حوايج خرى مأمنة بيهوم وادا غير فكرت نقول العكس، غادي تقدر تتعصب عليا... وقلتليها "اه، صافي... ماتبقايش تقوليها لأي واحد، وغير نساي داكشي اللي داز..."


"المشكل هو أن المرض كيخليني عايشة فداك الماضي وماشي الحاضر... مانقدرش نفكر فشي حاجة خرى والطبيبة براسها قالتلي بلي راه ذاكرتي قوية وكنعقل على التفاصيل..." جاوباتني هكدا وموراها تاني بدات كتدعي على هادوك اللي خلاوها حالتها تزيد تخياب وتولي "حمقة" ببصح...


طولنا فالهضرة وملي كملات، قالتي ارتاحت بزاف حيت بدلات الجو وعاودات على شنو ضرها، (خصوصا أنو ماعندهاش ختها وعايشة وحيدة)، وديك اللحظة أكدت عليها تبقا تجي عندي بزاف ووقتما بغات تهضر...


لقيت راسي مابقا حتى شي حد فحياتي...
وليت بوحدي ومرتاحة هاكداك وماكنقلبش على الناس فمرة...
كتدوز عندي سلوى مرة مرة... وكنفكر فحبيق ديما...
ومع المدة، ترباو فعقلي بزاف ديال الأسئلة وتوسوست...


ياك حتى أنا من شهر 9، كيبدا يتقلب لي الدماغ؟
ياك كيعجبني بزاف نبقى بوحدي ودبا مابقيت حاملة حد؟
ياكما حتى أنا غير تخايلت بلي كيبغيني ودكشي كامل مامنو والو؟
علاش كنعقل على التفاصيل ديال التفاصيل وبلا مانكتب لامذكرات ولا حتى حاجة؟
وياك حتى أنا كنعيش البارح كتر من اليوم وكنغرق فلي داز بلا مانحس بشنو جاي؟
ياكما حتى أنا غادي نولي فحال سلوى؟
أصلا علاش كنفهمها فشي حوايج؟ ياك أنا بوحدي اللي كتقدر تهضر معايا؟






من غير كاع هاد التساؤلات العبيطة اللي بدات كتلعب لي فراسي، كنت كنفكر فهادوك اللي كتدعي فيهوم وكتقول لي ديما تقريبا، راه مامسامحاش لهادا وهاديك وهاديك... كون عرفو فين وصلات بسباب ضحكهوم الخايب؟ واش كيحسو بلي شي حد كايتمنى ليهوم بزاف ديال الحوايج خايبة من ورا ظهرهوم وماللمهومش حيت تعداو عليه؟ واش يقدرو يكونو عاقلين عليها؟ وادا تفكروها، شنو كيقولو معا راسهوم؟


اه، يقدرو يكونو ناس حاقدين عليا حتى أنا... ناس آديتهوم بلا مانحس ولا درتها نيت بلعاني... نقدر نكون سباب التعاسة ديال شي واحد... يقدر يكون كيبكي بسبابي... 

بلاتي... راه عييت مانفكر، ما طاح لي غير حبيق فراسي...
فين يكون وصل دابا؟ كيفاش ولا؟ شنو كيدير؟ يكون مازال كيتفكرني؟
وادا كنت غير حمقة؟ واش نقدر نغفر ليه نهار ندير عقلي؟

32 - كلا وشنو كيشوف...

النهار اللي دخلات تدوز فيه العملية، بارتاجا شي حد شي حاجة فالبروفايل ديالها ففايسبوك وجات شي صاحبتها كتبات بلي راها فالانعاش ديك الليلة... وحبيق شاف هادشي...


بنت خالتي، كانت وقفات معاه واحد الوقفة ديال بصح وكانت كتسول فيه ديما ملي كان مريض، وداكشي علاش قال بلي خاصو يعيط ليها، وعيط عندي باش يسول شنو واقع، ولكن هاديك كانت بصح أول مرة ماغاديش نحمل نتفكر حتى سميتو... تفكرتها كيفاش كانت كتتعامل معاه وقلت مايمكنش نعطيه هاد الفرصة يبين فيها راسو واحد اللي كيتسوق بصح للناس وكيديها فيهوم... كنشوف فيها فديك الحالة فاش كانت وكنقول بلي آخر حاجة كتهمني دبا هي نديها فيه هو... وخليتو كايصوني وكايصيفط الميساجات بلا مانجاوب... وقلتها ليها من بعد، وماجاوباتني بحتى شي كلمة... بحال ادا قالتلي "داكشي اللي بقا لي دبا... ماكيهمنيش"

من بعد بداو كيجيو عندها ناس كيقراو معاها وفكل مرة كتتعجب "كيفاش عرفتو توصلو ليا؟ شكون قاليكوم فين أنا؟" و فكل مرة كيقولو ليها راه سولو البنت اللي بارتاجات دكشي فالmur ديالها ونعتات ليهوم... وهي تقول لي فواحد المرة "شفتي، كون بغا يوصل ليا، كون وصل..." ولقيتها عندها الحق... وفرحت حيت ماجاوبتوش حيت بان بلي كان كيقلب غير على السبة... وواخا هكاك مابردتش، كنت مازال كنحاول نداوي فديك الصورة اللي توسخات ومشيت كنسول البنت، شكون سولك؟ واش ماهضرش معاك شي دري سميتو حبيق؟ وعرفت بلي لا...

وكانت هاديك اخر مرة غادي يبان فيها تاني... بقيت مشغولة مع بنت خالتي اللي بقا التكرفيس ديالها من مور العملية ودازت من بزاف ديال المواقف خيرن من بعد ماخرجات ومشات لدارهوم...

بقيت معاها واحد المدة، وخصوصا أني كنت يالاه كملت القراية وبقا لي غير التوجاد ديال le memoire، يعني الخدمة فالدار قبل ما نبدا التقلاب على شي ستاج...

وشفتها وهيا كتتداوى شوية بشوية، كتفرح ملي كيجيو عندها الناس، كتسول "شكون عيط؟" ملي كيصوني التيليفون، كاتقلب فتيليفونها كل شوية تشوف واش تفكرها شي حد... كانت باغية الناس يدورو بيها وكانت كتفرح ملي كتسمع "سول فيك فلان ولا فلانة..." كانت ديك الساعة كتضحك وخا تقوليها "سول عليك مول الحانوت..."

المهم، تحسنات الحالة ديالها وولات مزيانة وأحسن حاجة فهادشي كامل، هي أنها تعلمات من هادشي اللي داز عليها -وباقية لدابا-، تبعات نمط جديد فحياتها... ولات ماكتهتمش بدوك السطحيات بزاف كيف قبل، تقربات من الله وعمرها طلقات صلاتها، ولات عندها قاعدة تدعي قبل ما تنعس وتشكر الله ملي تفيق، ولات كتسمع شي حد مريض كتتعاطف معاه بزاف...

سولتها واحد النهار "ادا رجع بيك الزمان اللور، أتقبلي تعاوديها ولا تبقاي كيف كنتي وتصبري؟" وقالت لي بالزربة : "كنت نديرها بكري وماشي حتا لدابا..." 

نفس السؤال قلتو للبنت اللي كانت معاها واللي عرفت من بعد بلي ماشي هادي العملية الأولى ديالها، حيت عندها مشكل كيخصو سلسلة ديال العمليات متفارقة بستة شهور... قالتلي "واش ماشفتينيش البارح هابطة كنضحك؟ راهوم حفضوني وقربت نسكن معاهوم، ههههه" 

وهادشي بصح، وحتى خالتي والناس اللي كانو معانا النهار اللول لاحظو هادشي وكيقولو تبارك الله على هاد البنت، ماتقولش عندها عملية غدا وغير ضاحكة...

الخلعة عادية بزاف فهادوك الوقات، ولكن ملي كتدوز الحاجة، كتبدا تبان صغيرة وكنتفكروها وكنرجعوها محاجية نضحكو عليها ولا نتفكرو بيها شنو دوزنا... كاين واحد الحاجة اللي كتدير فرق فهاد الحالة، كيفاش كنشوفو هاد التجربة... كاين اللي كيتفكر بلي هي فرصة، كاين اللي كاتعطاتش ليه... واحد الأمل باش يشد المريض فالحياة كتر، وبطريقة أخرى... وناس خرين، كيشوفو فيها غير مساطحة مع الموت، يقدرو مايتزكلوش منها... كلشي واقف على كيفاش كنشوفوها... 


ادا جينا نفكرو، ربي راه ماصعيباش عليه يكتب لينا الموت ففراشنا... بلا مايتسنانا نتبنجو وندخلو ندوزو عملية... وعمرنا، ادا كان فيه 20 يوم ولا 20 عام، راه محسوب بالنهار، ماشي عملية نؤجلوها وغادي يتجبد حتى هو، ماشي دوا نهربو منو ونسلتو من الموت... كاين اللي كيكون غادي حتا كيطيح، كاين اللي كايكون ناعس وماكيفيقش، كاين اللي كياكل شي شهيوة كتحمقو وكيكون فيها ميكروب وكتولي هي سبابو، كاين اللي كاتجي فيه ضربة بالغلط وكاتصفيها ليه، وكاين اللي كايدخل لسبيطار وكيموت... ماشي حيت لاح راسو فالخطر، ولكن حيت دار كاع اللي كان بيديه وماكانش يقدر يعطي كتر...


بنت خالتي دوزات عام ونصف من مور ماقالت ليها الطبيبة راه خاصك عملية، عاد باش قررات تديرها... بدلات الطبيبة، وقال ليها الطبيب الجديد بلي ما منها هروب... كانت غادي تديرها فالصيف، ورجعات بعداتها للشتا... عيات ماتبلاني وفاللخر كان داكشي اللي من اللول مقرر... وما ندماتش... بالعكس، تفقسات حيت عدبات راسها وقت طول، وماحيداتش عليها هادشي بكري...


ملي ناضت على رجليها ورجعات لحياتها عادي، حسيت بلي علاقتي بيها تقوات... وعلاقتها مع صحابها، كيف عائلتها وناس خرين، ولات حسن من قبل... ولات تايقة فراسها وحاسة براسها قوية، وفكل مرة كنقول ليها "عقلتي نهار قاليك داك الفرملي برافو، راه كاينين رجال كنعطيهوم هاد البرة وكاينوضو ينقزو؟" كنشوف فعينيها واحد شوية ديال العياقة حلوة هههه... وعرفتو شنو الجملة اللي كانت كتصبرها؟

قالت ليها واحد صاحبتها ملي جات تزورها وشافتها كتبكي من مور مادقوها ليها، "ديري فبالك بلي كل مرة كتتقسحي فيها را عندك أجر... كل ليلة كتدوزيها سهرانة وماقدراش تسدي عينيك راه ربي كيعوضك حسنات... وهاد الابتلاء ادا تقبلتيه وحمدتي عليه الله، راه كيجازيك عليه" 


كنحلف بلي ماجات فين تكمل هاد الجملة حتى جمعات دموعها ودارت واحد الشوفة فشكل، فيها العزيمة والشجاعة... كانت هضرة،... غير كلام وصافي... ولكن أتر فيها.. لعب ليها على نفسيتها وخلاها تبرك على راسها كتر... تقوات.. وبقات هاكاك...



وبقيت أنا كيف أنا... تزادت فيا حاجة جديدة هي التفكير فالموت بشكل كبير... من مور داكشي اللي وقع لنور ودكشي اللي شفت معاها، وليت كنتوسوس بيها بزاف... شي اللي ممكن نعتبروه طبيعي...


ولكن فهاد الوقت، أنا عاد نضت باغة نفهم دكشي الغير الطبيعي اللي كيوقع ليا فكل مرة... وكان السبب هو أنني تلاقيت بسلوى، اللي جات تسول فبنت خالتي وجلست معاها مدة طويلة بزاف هاد المرة...


شكون هي سلوى؟

سلوى هي واحد بنت حومتي اللي قرات معايا فأول سنة فالليسي... ماكنتش كنعرفها من قبل وفداك العام اللي تعرفت عليها، كانت كتبان لي فشكل... كيف كانت كتبان للناس لخرين...


سلوى كانت كتجلس فالقسم وكتبدا تضحك بوحدها... كتكون كتهضر معاها، وكتبدا تشوف فيك بحال ادا كتكتشف وجهك لأول مرة وكتحبس الضحكة (كتبان عليها) وماتتسوقش لداكشي اللي كتقول... كانت تقدر تجي تسولك اليوم "واش شفتي داك الاستاد كيف كان كيعوج فوجهو ملي كيشوف فيا؟"... وتجي لغد ليه تسولك نفس السؤال... وتجي سيمانة من بعد وتقوليك "داك النهار اللي كنتي لابسة تريكو حمر وصباط كحل،ونتي جالسة فالطبلة اللورانية وقدامك فلانة لابسة الزرق والبيض... كان الاستاد كيعوج فيا، واش شفتيه؟"


كانت عايشة فعالم ديالها بوحدو... كتحلم ولا كتتخايل... حتى حد مافاهمها وما حول يفهم... كولشي كيعيط ليها "سلوى الحمقة"...  حتى الأساتذة الصعاب اللي كان كلشي كيخاف منهوم، سلوى كانت ماكتتسوقش ليهوم وكتبدا تدور وجهها اللور وتتفرشخ بالضحك غير بوحدها... وشحال من مرة خرجوها وسبوها وعيطو لولي أمرها، ووالو... 

وحيت كانت بنت جيراننا كيف قلت، كانت أنا أكتر وحدة كتدوز معاها الوقت..ز وبعد المرات مكنستحملهاش وكنقلب نهرب قبل ماتلصقني، حيت ادا مشات حتى شداتني، غادي نحشم ندير ليها كيف كيقولو الخرين "بعدي مني... عطيني التيساع... اش بغيتي؟... بعدي مني الحمقة"


كنبقاو غاديين فالطريق وكنبقا ساكتة، وهي ساكتة كتر مني وكتضحك... غير مع راسها... وملي كتهضر، كتقول لي شي حاجة قالتها لي فالدخول، وكنجاوبها... وكتمضغ فداك السؤال شي شهر تاني، علا ما بعد الدخول كتر وبان شي موضوع غامل حتى هو، وتجبد بيه مدة خرى... بحال ادا كيتعاودو عندها النهارات... ولاتقيلة عندها الفهامة... ماعرفتش...


كانت مسكينة كتحماق على واحد الدري معانا فالقسم وكولشي عرف هادشي، وناضو شي باسلين وقالو ليها بلي كيبغيها وكيتعدب... بلي كيبقى يبكي عليها ملي كيكون مع الدراري وكيقول ليهوم طلبوها... ألفو بزاف ديال القصص وبقاو كيعاودو ليها هاد الهضرة حتى تاقت وولا أي واحد كيجي باش يقوليها عنداك تيقي بيهوم را كيضحكو عليك، كتقول بلي كيغير منها...


ماجاش فين يكمل العام، حتى جاها واحد الانهيار حيت تلف عليها الواقع مع الوهم... رجعات بصح بحال الحمقة... ملي كيهضر معاها أي واحد وفوقت قصير يقدر يفهم بلي عندها شي حاجة anormale...

وحيت هادشي حتى واحد ماساق ليه الخبار، وأنا براسي اللي حداها، كنت كنتلاقاها غير صدفة وبيناتنا غير السلام من بعيد... عاد غادي نكتاشفو فديك الزيارة... 








بدات كتعاود لي، ولقيتها مازال هي هي، نفس الطريقة فالهضرة... كتسهى بزاف... كتتمتم، كتقول كلمة وكتغيب وكترجع تكمل وغالبا كتنسى فين كانت وكتضحك على شي حاجة بوحدها عارفاها وكتشوف فالسقف وكتدور موراها وكتتفرشخ بالضحك وكتقول "شنو بغيت نقول ليك؟"


"آه تفكرت... عقلتي Fcinquiéme ملي كان علي جاب 6، وأنا جبت 12 وكنا عند العالمي، نهار الجمعة أصاحبتي..ز تفكري، راك كنتي جالسة حدا منال... عقلتي؟... راه موراها بشي يومين جات العطلة ديال العيد الكبير... غير تفكري..."

الأحد، 27 ديسمبر 2015

31 - الانعاش...

وصلت الخمسة ديال العشية... وهو يطل الطبيب اللي شرف على العملية وجا يطمن العائلة "راه كلشي داز مزيان والعملية مالقينا فيها حتى مشكل... "... ما جاش فين يسكت حتى بدات ماماها كتبكي بزاف... بواحد الشكل هستيري بلا ماتقدر تحبس... كلشي فهم بلي كانت حابسة راسها من الصباح... حيت ملي جات وهي غير كتدعي... بلا ماتخلي وقت لشي حاجة خرى...

سولها باباها "فين هي دبا؟ خرجات؟"...
"لا مازال واحد الشوية... غادي يخص واحد الساعة مازال بينما كملو الخياطة وداكشي لاخر..ز ماتخافوش، راه الصعيب داز... غير تهناو ورتاحو... كلشي مزيان " هكدا جاوب الطبيب وسلم عليه وهو شاد ليه فيديه مزيان... بحال ادا كيقوليه "خليك قوي..."


ومن ديك اللحظة ونا كنتخايل فيها كيفاش غادي تكون... كنتخايل بزاف ديال الدم... كنتخايلهوم كيجمعو فداكشي اللي حلو... كنحاول نفهم : راه هزو شي حاجة منها، عاودو قادوها، وعاد رجعو ركبوها تاني بلاصتها... بحال ادا حتى حاجة ماوقعات... ولكن بلاتي... راه قالو لينا بلي وجهها غادي يكون مبدل شوية... كيفاش غادي تكون دبا؟ وادا شفتها وتصدمت ولا تخلعت ولا بكيت ولا درت أي حركة وحسات بيا؟ وادا ماقدرتش نضبط راسي تاني؟


"راني هضرت مع الطبيب... قال لي بلي ملي غادي تخرج، غادي يدوزوها نيشان للانعاش، ماشي حيت حالتها خطيرة ولكن باش تبقى تحت المراقبة الليل كامل... وراه غادي يخصها وقت قبل ما تنوض، يعني من هنا 20h عاد تقدر تحل عينيها... دبا المهم تطمننا عليها، راني خديت النمرة ديال service، وفالليل نعيطو... نمشيو دبا حسن" هكدا قال باباها وتصرفقت... مايمكنش... مايمكنش يقدرو يمشيو بلامايشوفوها... راه الخلعة كانت غادي تقتلهوم الصباح وشفتها بعينيا... شي حاجة تما...


أه، شي حاجة تما... هاد الحاجة أنهوم حتى هوما طرحو نفس السؤال... وواحد من الفراملية اللي حضر للعملية قال لباباها بلي ماعندو لاش يخاف عليها وراهم حاضيينها مزيان.. بلي راه بصح البنج كينفخ الوجه فالحالة ديالها... وبلي يقدرو يتأترو ملي يشوفوها وماكاين لاش... وفوق هادشي كامل، راها غادي تكون دايخة ومازال مافايقاش مزيان وغير غادي يتبرزطو ويبرزطوها... وفوق هادشي كامل، يقدر يسالي الوقت ديال الزيارة قبل ماتكون حلات عينيها ويصدقو جالسين على والو...

وكولشي قال واخا... وكل واحد فخاطرو مكرهش يبقى... شنو غادي تقول مع راسها ملي تفيق وماتلقا حتى شي حد؟ ... وبحال ادا سمعاتني ماماها ورجعات كتوصي داك الدري "عافاك أولدي قول ليها بلي بقينا كنساينو وماخليتوناش ندخلو... قول ليها بلي قالو لينا كلشي داز مزيان وماتخافش... غدا الصباح تلقانا عندها... عندك تنسى أولدي عافاك"


وهي كتهضر معاه واقف دري، مازال صغير شوية، تكون عندو 14 حتى ل16 عام ادا كتر، كيسول فرملية خرى قدام الباب ديا الانعاش وكتقوليه نفس الهضرة... "هاك النمرة وعيط هنا فالليل ادا بغيتي تزيد ترتاح... غير سير فحالك دبا وماتخافش"... كان بوحدو... جا يسول فماماه اللي دارت عملية وحتى هي لداخل... دري صغير، بلا مايكون معاه حتى شي حد... الوقت اللي واليدين كيتسناو ولادهوم، كاينين ولاد مشوشين على اللي ولدوهوم... أقدار مختلفة وألم مكيرحمش...

رجعنا وكل واحد وعلاش كيهَضر فالطريق... المهم أنو قدرنا نضحكو واحد الوقت... هضرنا على حوايج خرى... وخصوصا على الغد ليه... امتا غادي نجيو وكيفاش غادي نتقسمو باش مانعيقوش، وشكون غادي يسبق، وشنو غادي نجيبو، وحتى لامتا نقدرو نبقاو عندها ...


ودخلنا وحتى حد ماكنت عندو الشهية ياكل شي حاجة وشي كايقول لللاخر "كول، راك ما كليتي والو..."... وقلنا ننعسو بكري باش نفيقو بكري ...وما نعسناش وفقنا بكري ... واليديها ماداقوهش كاع... 

خرجنا من الدار، ومشينا نشوفوها... 

ملي وصلنا، لقيناهوم عاد طلعوها... دخلنا، وكل واحد وكيف كانت ردة الفعل ديالو... اللي شاف فيها وضحك باش يشد فيها، اللي زهقات ليه شي دمعة وبغا يمسحها بالزربة... اللي مشا قرب منها، واللي بعد شوية باش مايديرونجيهاش...

كانت عينيها عامرة بالعيا، بالدموع مغرغرين بلا مايهبطو، بالضعف، وبديك الشوفة ديال "ماكيهمش"... كانت وحدة خرى... ماشي حيت وجهها مبدل، ولكن روحها... داكشي اللي لداخل فيها تقاس... ودكشي اللي قالت من بعد خلاني نتأكد...

دخلات الفرملية تدير ليها واحد البرة، وقبل ما تبدا قالتليها وهي ضاحكة "على سلامتك... دبا غادي تزيدي تصبري شوية مازال، هاد الدوا مهم باش مايكون عندك لا ميكروب لا والو... راه قالو لي واخا صغيرة صبارة... اعطيني يديك عفاك..." ... وشفناها كتتعصر قدامنا... ماحد الدوا كيسرح فعروقها وماحدها كتتهز وتتحط فبلاصتها... احساس خايب تشوف حاجة بحال هادي، وخصوصا واليديها اللي ما غاديش يكرهو يتقسحو بلاصتها ومايضرها والو...

ومن ديك الساعة، ولات كتكره تشوف شي فرملي داخل عندها... وكتبدا تسوط قبل مايوصلها... كان خصها تاخد دكشي 3 ديال المرات فالنهار لمدة 7 يام... وملي دازو يومين اللوالا ولات كتوجد راسها، وكتطلب واحد فينا يمشي يعيط للي يدقها ليها..ز بحال ادا قررات امتا تبدا تتقسح، ولات كتعزل هي امتا... وادا سبقوها وجاو، ولات كتطلبو يسبقها هي اللولة باش ماتشوفش البنت اللي معاها وتبقا تتعدب...

البنت اللي معاها هي اللي دوزات نفس العملية نهار من مور النهار فاش دازت هي...  ملي وحدة كانت كتدوز العملية، لخرى كانت يالاه جات تشد بلاصتها... والليلة اللولة اللي دوزاتها هنا، لخرى كانت فالانعاش... وماتلاقاوش... حتى وحدة فيهوم ماشافت وجه لخرى... حيت اللي طلعات كتتبلوكا ففراشها على ظهرها... شي حاجة فشكل... واحد معاك وكتسمعو كيتنهد وكيصادع وكيدوي مع الناس وكيضحك كاع وكايهضر معاك ملي كايخرجو الناس، وماعارفش كيفاش كان قبل ما يدخل هنا...


مازال عاقلة مور شي 4 يام، قلتليها "وا هانتي جاتك الفرصة دبا، تفششي كيفما بغيتي... قولي ليهوم، قولي على التيليفون اللي بغيتي..." ... قالتلي "أودي بغيت غير صحتي... الله ينعل بو التيليفونات..."... هي اللي كان معروف عليها كتخسر فلوسها غير فالتخربيق، كتتسطا باش تشري شي حاجة عاد خرجات ولا تكون عندها شي حاجة مادايراش... هي، تقول هادشي؟؟ ... ماشي بوحدي اللي تعجبت فيها... كولشي لاح نفس الشي وقال بلي هادشي اللي داز عليها ماعمرها تنساه... وملي بدات كتعاود لينا، والطريقة باش كتهضر، تأكدنا كاملين من هاد القضية...

عاودات لينا على نهار العملية... ملي هبطات للبلوك شداتها واحد الخلعة عمرها حسات بها من قبل، بانت ليها الحياة كبيرة وماكتتقدر بحتى شي تمن... خافت تموت وبدات كتطلب الله (قالتي بلي دعيت بيها نيشان ياربي مانموتش... ياربي مبغيتش نموت...) قالتلينا بلي نفكرات عائلتها ودازت حياتها كاملة قدامها وخافت كتر ... كان بارد بزاف... Glacé كيف قالت هيا... وبدات كتترعد حتى كتتزعزع فبلاصتها... والضواو الكتار اللي كانو تما خلعوها... والأطباء والفراملية كانو كتار بزاف وملي دارو بيها قلبها بدا كيضرب بالجهد... تخايلات بلي ماغاديش يشد فيها البنج وغادي تنوض وسط العملية... وتخايلات تاني بلي غادي تنعس وماتنوضش... داكشي علاش قررات تبدا تفكر فشي حاجة باش مايشدش فيها... وتدير راسها داخت بلعاني... (بدات كتضحك على راسها وهي كتتفكر)... سولاتها شي طبيبة ولا فرملية على شي حاجة، وملي بغات تجاوب، ترفعات... قالت لينا بلي جاب ليها راسها بحال ادا رمشات وفيقوها... وملي جاو كيقولو ليها نوضي، ما تخافيش را داز كلشي... تعصبات حيت عند بالها كايضحكو عليها... تخنقات وماقدراتش تتنفس وسخفات ودارو ليها الاكسيجين وعاودات فاقت... وقالو ليها بلا ماتهضري حيت عرفوها ماغاديش تقدر... وداكشي اللي كان نيت...

سولات على واليديها هو اللول، وملي شرحو ليها، قالت بلي جاها البرد بزاف وغطاوها... هادشي كولو كتقولو غير باشارات وكيخصها وقت كتير باش تحرك يديها وتعبر... عرفات قيمة اللسان... وحست بالضعف بلا بيه... ملي بغات تعيط لفرملية حداها، قالتلينا بلي بقات كتقول غير "امممم... امممم" ولمدة طويلة، حيت مكتقدرش تغوت... وملي سمعاتها كان خصها مجهود كبير تاني باش تشرح...

كانو ناس كيغوتو بالصداع، كتسمع صوتهوم من بعيد... كان شي دري صغير قبالتها مربوط ففراشو حيت داير شي عملية وماخصوش يتحرك... وهي، كان كولشي فيها باقي جامد وبارد الا راسها ويديها... ما نعسات حتى شي شوية وكان فيها العيا بزاف... ضرها راسها وكانت باغية تغوت حتى هي بكترة الحريق وماقاداش وبكات... الليل كامل وهي كتسمع داك الصوت اللي جاي من دوك les appareils ديال القلب وديال شي حوايج خرى ماعارفاهومش... عرفات بقيمة النعاس، وفرحات ملي وصل الصباح... ولكن ماتهناتش...


لاحظنا كاملين بلي غير كندخلو عندها كتشوفنا، كنبقاو نهضرو معاها وماكيدوزش شوية ديال الوقت حتى كتنعس... قالت لينا من بعد بلي فالليل ماكانتش كتقدر تنعس، حيت من نهار تخنقات ولات دايرة فبالها بلي الا غفلات غادي تتخنق وتموت... وماكاينش اللي يعتقها... داكشي علاش كترتاح ملي كيكونو الناس عندها، وكتقدر تنعس...










قالتلينا  "عاد عرفت قيمة كولشي... الدنيا ماتسوا حتى شي حاجة وغير ضاحكة علينا... اللي عندو الصحة عندو احسن حاجة فالحياة كاملة... "

را الوقت اللي كنكونو ناعسين فالليل، كاينين ناس كيغوتو بالصداع وماكايشوفوهش... ملي كانت كتخاف تتخنق ومكتنعسش، كانت كتبغي تحماق حيت كتحس براسها عيانة بزاف، وماحدها حالة عينيها ماحدها كتفكر فالموت وكتخاف... "ملي كنطل من داك الشرجم، كايبانو لي الضواو شاعلين والناس فايقين فles chambres لخرين..." هكدا قالت بالحرف...


ماشي غير بوحدها...
ماشي بوحدها اللي كيعطيوها داك الدوا اللي كيقهر...
ماشي بوحدها اللي قالو ليها "خصك تاكلي مزيان باش مايضركش الدوا فالمعدة راه مجهد وباش تبراي دغيا... ولكن عندك تشبعي را تقدري تردي، وادا رديتي بحال ادا مادرنا والو..." وماقدرات لاتاكل، لاتبقى بالجوع... كاتكل كل دغمة وكتتسنى شنو يقدر يوقع مورها...
ماشي بوحدها اللي خافت وحسات براسها بوحدها...
ماشي بوحدها اللي بانت ليها الحياة واعرة بزاف وفنفس الوقت ماتستاهلش...
ماشي بوحدها اللي كانت جالسة عادي حتى قالو ليها راك مريضة، وخاصك عملية...







  

السبت، 26 ديسمبر 2015

30 - مابين الحياة والموت...

ورجعت تاني، وبكيت، وتفركعت، وغوتت، وفشلت، ودخت،  واحتقرت راسي، ودعيت عليه، وتمنيت نقتلو، وضحكت قدام الناس، وبغيت نفهم : علاش ماخرجش من حياتي؟ وعلاش فكل  مرة كاتجمعنا شي حاجة جديدة باش يفرقونا أسباب مختلفة على اللي قبل؟ علاش ماقادراش نزيد لقدام؟ علاش كنتبدل وكنولي وحدة خرى ماحاملاهاش؟ علاش وليت ضعيفة كتر من القياس؟ علاش مابقيتش تايقة فراسي؟ شنو اللي كيخليني ندير هادشي؟ مالو ما استغل حتى فرصة من هادو اللي تعطاوه ؟ مالي كنحس براسي دمدومة؟ حتى لامتا غادي نبقا هاكا؟ واش أنا بوحدي اللي زايدة فيه؟ مالي ما فاهمة والو فيه، فالناس، وفراسي؟


وا راني عييت... عييت مانحس براسي وخا كلشي هادشي أنا الغالطة... عييت ما نحاول نتعايش مع فكرة "تجربة ودازت"... عييت ما نصبر فراسي براسي... عييت ماننوي ومانديرش... عييت ما نمتل بلي راني مابيا والو... عييت ما نزرع فهاد الأمل اللي ماكيصلاح لوالو... عييت من الدور الخايب... عييت من قلبي اللي كيجرني لجهة كيبعدني عليها عقلي... عييت من الطرف الخايب فيا... عييت من الجنب الزوين اللي كيخلني تدار بيا... عييت مانرقع فيا وفيه... عييت من هادوك اللي غرقوني وخلاوني بوحدي وهربو... عييت مانسمعهوم كيقولو ليا من بعيد بلي راني فخطر... عييت من راسي اللي مابغاش يعيا... عييت من دوك التفاصيل اللي لصقات فعقلي وماقادراش نقلعها... عييت من دوك الدكريات اللي كيفكروني فاللي فات... عييت من المستقبل اللي مابغاش يوصل دغيا...عييت من داكشي اللي كيطلع ويهبط فيا... عييت من هادشي اللي واحل لي فحلقي ومابغاش يدوز... عييت من هاد الهضرة اللي كتتعاود لي فودني... عييت من هادشي اللي كنتخايل ملي كنسد عيني... عييت مانتخايلو فحياتي ونا كنحاول نرسمها... عييت من الكحولية اللي كتغطي الدنيا ملي كنتخايلو مكاينش فيها... عييت مانشد فيدي بيدي لخرى، حيت ما كاينش اللي يشد فيها... 


عييت من راسي... عييت من راسي وغادي نبدا نكرهو حيت زاد فيه... وا بزاف هادشي... خاصني نفيق، خاصني نحل عيني... باركة، راني عيقت...


بديت الحرب معا راسي... كنهجم عليها وندافع عليها فنفس الوقت... كنعنقها وملي كتعطيني بظهر كنطعنها... كنبكي حيت بقات فيا وكنضحك عليها حيت كانت مغفلة بمعنى الكلمة...


نفس القواعد حفظتهوم... لهي راسك فالقراية، ضحكي مع الناس وعائلتك، فكري فمستقبلك، وفكري بزاف فيه، هو، حبيق... دعي ليه، وحاولي تعرفي من بعيد شنو جاري فحياتو، واياك تحاولي تهضري معاه، شوفي غير من بعيد وردي بالك يحصلك، ... وديري فبالك بلي فأبريل، ماي، ولايونيو كاع ادا تعطل غادي يعاود يبان... وغادي تلعبو أدوار جديدة، وفسبتمبر غادي تتفارقو، وغادي تبقاي بوحدك، وغادي تلهي راسك فالقراية، تضحكي مع الناس... أوف، صافي...


داز أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر، وجا يناير 2015، وموراه فبراير... 

وفهاد الشهر غادي تدير بنت خالتي واحد العملية... عملية معقدة شوية وكتخلع... غير le principe ديالها فشكل، حيت هي تقويمية... عملية دخلات ليها مع 8h وخرجات مع ال 18h ديال العشية... كان واحد النهار فشكل... 

شفتها الليلة اللي قبل... كانت خايفة بزاف وشفت الخوف ديالها فعينيها ويديها الباردين... قالت بلي غادي تنعس بكري وفهمت بلي باغة تهرب باش تحاول تنسى شنو تابعها... وعرفت من بعد بلي الطبيب وصا باش يعطيوها شي حاجة ترخيها، حيت بانت عليها الخلعة فاللخر... وداكشي اللي دارو...

فالصباح، شفتها قبل ما تهبط ل le bloc...

أول مرة كندخل لسبيطار... كتشم ديك الريحة اللي كتبقا ليك فنيفك من مورا ماتخرج منو... واحد الرهبة كتشبه لديال الموت ولكن كتغطيها ريحة الحياة... داكشي لاش جاو الناس هنا، او لا؟ جاو يعيشوا، ماشي يموتوا... لا، جاو يتداواو باش يقدرو يعيشو، ولا يعيشوا حسن من قبل...


لقيتها كتغسل فوجهها، ودخل واحد السيد بباياص جارو وقاليها توجد راسها وتنعس فوقو... كان منظر بسيط ولكن خلاني نقفقف بالخلعة... شفتها وهيا كاتتكا بشوية عليها، باش تغطيها الفرملية بحال شي بنت صغيرة ماقدراش تتحرك...  فهاديك اللحظة، تخايلت شي واحد كيهبط بشوية عليه لقبرو... شي واحد استسلم وكايتسنا الموت تجي على خاطرها.. ومحملتش راسي حيت فكرت فهادشي...  كان يكون حسن كون تخايلت شي دودة غادي تقطع داك الغشا باش تولي فراشة... شي حاجة ايجابية كتر...


المهم، نعسات... بقا راسها بوحدو وكيبان وتمنيت كون كان يتغطى... ماقدرتش نشوف فيها... ماقدرت نقوليها والو وهي كتتسناني نقول شي حاجة... بانت لي بحال شي عطشانة اللي كتطلب الما... مانفعتها بوالو وماحملتش راسي... كنت حابسة الدموع فحلقي ماشي فعيني... كون قلت كلمة وحدة كون بكيت... وحتى هي نفس الشي... شفت ديك الكوارة فحلقها، وسمعتها ملي سول داك السيد من مور الباب "واش واجدة؟ صافي"... قالت "شافي..."... عرفتها مزيرة بزاف وخايفة بحالي... ودخل وخرجها، وديك الساعة قلت ليها ملي ولات بعيدة بشي ميترو، "ماتخافيش..."... وماكملتها حتى بديت كندمع...


هزات يديها بلا متهز راسها ولا تدور تشوف فيا... زعما واخا... ولا بسلامة... ولا غير "سمعتك"... وعرفتها كانت كتبكي... وملي رجع داك الراجل عاود أكد ليا...


بقيت جالسة وهي تجي واحد البنت مع واليديها عندها نفس العملية الغد ليه... وجات مرا خرا ضربها راجلها ضربة خايبة وجات فحالة مستعجلة ديك الساعة وخصها عملية معقدة حيت هرس ليها فمها كامل... وفالجهة لخرى كان دري قالو بلي دار كسيدة وقطعو ليه من فخدو باش يكملو جزء من حنكو... ولتحت كان واحد الغوات كتير كايصمك تصحابلي ديال مرا ولقيتو راجل هلكو صداع الراس و "ما عندهوم مايديرو ليه" وشوية بانت لي مرا كاتبكي حيت مصيفطين ولدها من الشمال وماعندهاش فين تبقا فالرباط وكتطلب فين تبات...


عالم بوحدو... عاد كتشفتو وفوقت قصير سمعت العجب... وشفت وبديت كنقارن...

شي تخلق بتشوه، شي دارو فيه بنادم... واحد موجد وكيتسنى Rendez-vous يخرج ليه، وواحدحتى جاتو على غفلى وتهز بالزربة... نفس العملية اللي كتدار دبا دارها واحد البارح وغادي يعاودها واحد غدا...  هداك اللي كيغوت وكيدوزو من حداه الأطباء والفراملية بحال ادا مكاينش فالوجود كاع حيت مايقدو يديرو ليه والو وخاصو "يصبر"... دوك الناس اللي بايتين سهرانين بالحريق ودوك اللي مغيبين فالانعاش... دوك الدراري الصغار اللي مفاهمينش شنو تابعهوم ودوك الناس الكبار اللي حاسيبن براسهوم متقلين على اللي جايبهوم... اللي كيجيوه الشهيوات والورد والشكلاط وكيدخلو عندو بزاف ديال الناس واللي حداه بوحدو، كيعتق روحو بديك الصوبة اللي كيفرقو على المرضى... اللي كيبكي واللي صابر على دقتو وساكت...  كنشوف فرملية كتدخل ضاحكة وكتتعامل بقمة الحنان ووحدة خرى كتتنفخ وكتبرد سمها فاللي لقاتها قدامها... بزاف ديال التناقظات... شي حاجة عادية، حيت هنا كتتحارب الحياة والموت...


وتفكرت الموت تاني... بقيت جالسة وكنخمم... كنشوف فهادوك الناس كاملين اللي عندهوم شي حد فغرفة العمليات ولا اللي دوزوهوم للانعاش، كيفاش كيقلبو على داك اللون البيض ولا الشيبي اللي فطابليات الطبا والفرامليا... كيفاش كيجلسو وهوما واجدين يوقفوا... ولا كيبقاو يمشيو ويجيو ويدورو على راسهوم بلا مايدوخو حيت راسهوم أصلا دايخ... وكيبان ليك تاني هادوك اللي فالجهة الاخري يالاه جايين يدوزو... ها اللي خارج مصرفق بشي خبار، ها اللي فرحان حيت ولا لاباس... هااللي معصبينو كترة الراديويات وها اللي هاز الهم وباين بلي متقل عليه فوق جهدو...


حنا ضعاف... ضعاف كتر ملي كانتخايلو... فكرة الموت كتساليهوم لينا... والمرض، كيفكرنا فيها... كنحسو بيه تهديد كيخلينا بينها وبين حاجة خرى...


ملي بقيت كنساين، داز الوقت تقيل حتى حسدتها... حسدت هادوك كاملين اللي مبنجين، ومكرهتش يبنجو هادو كاملين اللي كيساينوهوم حتى يفوقو دقة وحدة... 


فديك اللحظة كيكترو الوساوس... كتبدا تتخايل أخيب حاجة تقدر توقع وكتلقا راسك سرحتي ووصلتي شي حوايج غير كتتخايلهوم كابغي يتقطع قلبك... كاتسمع البكا على شي حد مات وكاتشوف ضحيكة فوجه شي واحد خارج... كتتفكر هاداك الانسان اللي لداخل وكتبدى تدور فراسك كاع دكشي اللي دوزتي معاه... كتتوحشو بحال ادا مدة طويلة ماشفتيهش وعاد كيبداو يطيحو عليك الافكار ديال داكشي كامل اللي ماعمرك قلتيه وندمتي عليه دبا...


فهاداك النهار تفكرت نور... بقيت كنتأمل شحال حنا "كامونيين" وكيعجبنا نتعدبو قبل مانتعلمو... هبط عليا واحد الحب كتير لبنت خالتي وبديت كنقول غير "خصها غير تخرج وندير ونفعل ونمشيو ونخرجو ونتركو... كون غير ما قلقتهاش داك النهار... ماعرفت لاش كندابز معاها... ناري شحال متبعين التخربيق..."... وزيد وزيد... حتى كنحسو بالحاجة قربات تمشي عاد كنربيو الكبدة عليها وكنشدو فيها بكلشي... 


السوايع بقاو كيتجبدو... هبطت للجردة باش نتلف راسي حيت عمر غير بالحوايج الخايبة، ولقيت تاني غير الامل واليأس شادين اليد فاليد... كلا وكيجر اللي لقا قدامو... وكلا وزهرو... وكلا وشنو داه...


كون ماكنتش هنا اليوم، كون راني دبا كونيكطي... فلافاك... خارجة ولا ناعسة وماجايبة للدنيا خبار... وكون راه واحد اخر اللي كاين فبلاصتي... جاي عند شي حد حتى هو كان غير جالس، كونيكطي، ولا ناعس...




نتيجة بحث الصور عن صورة ابيض واسود امل وياس




هادي أكتر حاجة لصقات لي فدماغي...
حتى أنا، وحتى نتوما...
ماعرفناش كاملين شنو مخبي لينا غدا...
وفين نقدرو نكونو...

هادي واحد،
حيت ملي غادي تخرج من العملية، غادي نشوف حكمة خرى...

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

29 - كبرنا بجوج، ورجعت صغاريت...

غادي نبدا نعيط ليه من دابا "حبيق"... (نسبة للحباقة ديال نزار قباني...)... حيت بصح كنا أحبقاء...


يومين من بعد ما بديت كنغطس فالظلام اللي غطا حياتي ملي مشى نور... دوزتها وأنا كنبكي بالنهار وبالليل... ووصل واحد الوقت اللي شفت راسي فالمراية وتخلعت... لقيت بقعة ديال الدم فعيني اليسرى... بحال ادا تطرطق لي شي عرق وساح تما... كنت كنشوفو وكنتخايل قلبي بنفس الشكل، بالاكحل بلاصة الاحمر هاد المرة...

ماعرفتش علاش عيطت ليه... هو اللي مولف ديما يجبدني... وأنا اللي قلبت عليه هاد المرة من بعد ستة شهور على المدابزة الاخيرة... عيطت ليه وماحشمتش من دموعي هاد المرة... كنت كانشهق، ماشي كنبكي... 

كان فخدمتو وجاوبني باألو ديال شي واحد ماعارفش شكون وماكيهموش يعرف (حيت بدلت النمرة تاني)... وبديت كنسبو... بديت كنعاير وكندعي عليه... قلتليه 'ربي غادي ياخد فيك الحق...  خرجتي لي على حياتي..." وغوتت بزاف...وقلت هضرة ماعندها حتى معنى... كنت باغياه يتعدب شوية بحالي... حسيت براسي كنتعاقب على جريمة كان شريك فيها وخاصو يدوق معايا حتى هو... ماتقبلتش نوحل بوحدي...


بقا ساكت وتخلع... تعجبت بزاف حيت ماتعصبش مني كاع... مايمكنش وهو على سبة... قال لي "مالكي؟ شنو عندك؟.... غير سبي وقولي لي بغيتي، بلحق ملي تبردي شكي عليا... مالك؟ "... لا، لا، ماشي هو هادا... هو مادايرش هاكا.. كون كان هو كون غوت كتر مني... كون راه قال شي كلمة خلاها تحفر فيا وقطع... لا ماشي هو، وخاصني نسكت... راه ماشي هو هادا اللي كنعرف...


وسكتت... بردت بهاديك الجملة... وقلتليه "نور... نور، مات"... وتما كانو الأسئلة ديال شكون وكيفاش وامتا، وتما فقت وقلتليه خصني نقطع ومشيت بلا ما نسمعو ولا نجاوب...

وغطست كنتعدب... كنبكي على راسي قبل من أي حاجة خرى... على أنانيتي وداكشي الخايب اللي بدا كيتربي فيا... كنبكي حتى جات عندي ختي وقالت لي "نتي ما كاتبكيش على نور غير هاكاك... شنو دايرة؟" 


ودغيا فهمت بلي عيقت... وبلي حتى حاجة ماغادي تتبدل وبلي فات الفوت وماعندي مانصلح... وقررت نولي وحدة أخرى... بغيت نتوب ونكفر على أغلاط حياتي كاملها... بديت كنتصنت للقرآن بزاف... وما غاديش نقول بلي كاينة شي حاجة اللي برداتني كتر منو... ارتاحيت... عرفت راسي رتاحيت ملي بدا كايبان لي كولشي تافه... الدنيا قصيرة وماتسوا والو... وليت كنحط راسي على المخدة وكنحس براسي عيانة وبغيت غير ننعس... ووليت قريبة من الله...


وليت ملي كنركع كنحس بالضعف الحقيقي... ملي كنسجد كنوشوش بطريقة خرى، بحال ادا كنحس بشي حد قريب ليا وكندوي ليه فودنيه... هزيت الزيف أول مرة وأنا كنصاوبو قدام المراية وكنقول علاش لا، شنو كانتسنى... وليت كنفيق للفجر وكانجرب داك الشعور ديال تكون مابين الليل والصباح، فايق والناس ناعسين... بديت كنكتر من الأدعية... كندعي مع نور ملي كنبغي ننعس، ملي نفيق، ملي نكون كنطوي حوايجي، ملي نكون كنفطر... فأي لحظة... كنقلب نطلب منو السماحة ونقوليه بديك الطريقة راني مفكراك... راك ماشي بوحدك... عافاك ماتقنطش... 


ودازت سيمانة، وهو يعيط لي الحبيق,,, وملي شفت سميتو، ما زعزعنيش... ما شداتنيش التبوريشة كيف ديما... ماتوترتش... ما وقع لي والو وجاوبتو بلا منكون مقلقة ولا معصبة منو... قال لي بلي عيط لي غير باش يسول كيف بقييت، بلي فهم بلي ديك المرة كنت ماشي فحالتي الطبيعية وبلي بقا فيه الحال... قلتليه يسمح ليا، وجاوبتو على الأسئلة القليلة اللي طرح عليا، حيت ما طولناش فالهضرة... وقطع، وقطع حتى الأثر ديالو من بعد...

ملي ساليت معاه، مابقيتش كنفكر بزاف كيف ديما... قلت معا راسي "الله يسامح"... ادا ضرني فشي حاجة راني ما بغيتش نحقد عليه مازال... وادا ضريتو كنتمنى ينسى بعدا ومايتعدبش، ماشي بالضرورة يسمح ليا...

حسيت براسي كبرت... حسيت براسي وليت متالية فوق القياس... وحسيت به نضج... مابقاش سول فيا من داك النهار... حتى جا رمضان فيونيو 2014... يعني تلت أشهر من بعد... وقال لي فالليلة اللي قبل منو "رمضان مبارك" (ففايسبوك)... جاوبتو بلا منفكر جوج مرات... بلا منقول شنو باغي مني... بلا منتسوق لشكون هو... وبلا ماتكون عندي حتى شي خلفية فشي شكل ونا كنقول "رمضان مبارك حتى انت"... بلا مانحس براسي كا ننافقو، بلا مانحس براسي كنهضر بزز مني، بلا ما نندم من بعد... 


كنت خديت قرار باش ما نجري على حتى شي حد من حياتي... باش اللي بغاني يلقاني... باش نصحح أخطائي مع ناس، بناس خرين... باش نحاول نكون بحال نور... بقلب كبير، متسامح، ونقي...

ومن مورا سؤال، كيجي جواب... وهضرنا فديك الليلة واكتشفت بلي تبدلو بزاف ديال الحوايج فحياتو... كيف تبدل هو... ما بقاش حبيق اللي كان... ولا عاطي لراسو قيمة كبر... ولا واتق فراسو وماكيحملش يجبد الماضي ديالو... قال لي بلي عيا بالشفقة ديال الناس، بلي كان "برهوش" وماعرفش يتصرف... بلي ندمان على داكشي اللي دوزو وداكشي اللي كانو... عرفت بصح بلي تبدل... بديت كنشوف فيه الانسان اللي بان لي فاليامات الاولى... قوي وطموح ومسؤول... قست فيه التغيير ماشي وراه ليا...


وضعيتو المهنية -وحتى المادية، نسبيا-  تحسنات على قبل وولا فرحان فخدمتو... بدا كيصلي (وخا حتى الاعوام اللي فاتو كان كيصلي فرمضان، وغير كيخرج كيجلس شوية ويقطع) ولكن هاد المرة كان تغير وبان لي يقدر يشدها من بعد، ولا مكالمي على كيف كان، بحال ادا مابقاش كيتسوق وصافي... مابقاش كيحاول يتير الشفقة ولا حتى الاهتمام... ولا كيدوي معايا فحدود وكيبين لي بتصرفاتو بلي فقد فيا الأمل ومابقا كيتسنا مني والو، كتر من هادشي كاع : ما بقا باغي والو مني... 


بقينا كنهضرو ديك الفترة تالصيف كاملة... عادي بزاف... ماشي بحال المرات الاخرين... وكنت مرتاحة كتر... وليت كنعاود على قرايتي، على شنو ناوية ندير، على باش كنحس، على شنو ضارني... وليت كنجاوبو على الأسئلة اللي كان كيطرح هادي عامين وكنفضح داكشي اللي كنت كنخبي فديك الفترة... الحاجة اللي مبقاتش كتهمو بزاف... وقال لي فواحد النهار "العجب، الوقت اللي ماكنت فاهم فيه والو وباغيك تهضري، ما كنتيش كتنطقي... ودبا اللي عرفت بزاف ديال الحوايج وفهمتهوم، مابغيتيش تتقاداي..."


وفواحد النهار اللي باح لي فيه بحوايج كان كادب فيهوم فالوقت اللي يالاه تعارفنا، ناض عليه الكيست فظهرو، وماقالهاش ليا ديك الساعة... والوقت اللي سولت باش نتأكد تاني قال لي "آه، بصح... ولكن لاش غادي نقولها ليك؟ ياك أنا غير ممتل؟ واش غادي تتيقي بيا مازال؟"... وتيقتو، حيت ولا صادق كتر ولا كانت كتبان عليه... المهم، عوض ما يهضر باش يكدب، ولا كيهرب للسكات...

ورجع حبيق آخر، عندو أهداف فخدمتو وكايفكر كيفاش يزيد القدام، ولاو عندو صحاب فالخدمة، ومابقاوش كيعرفو الناس تفاصيل حياتو اللي ولات دايرة على القهوة والكورة والافلام ... بلا حتى شي بنت...


دازت عامين ومازال ما عرف حتى شي وحدة وملي هضرنا على فين وصل كل واحد فينا، قال لي بالحرف "نهار يقولو ليك عليا عرفت شي وحدة، أجي ديري فيا اللي بغيتي... عمر شي وحدة ماتجي موراك... كنتي أنت، وماعرفتش قيمتك، ضيعتك، وماعمرني غادي نلقا بحالك... ودبا كنتمنى ليك ماحسن مني وكنقول راني مابقيت باغي والو... غير التيقار والراحة".



تبدل... تبدل بزاف...
ما بقاش دري صغير...
تبدل لدرجة أنو ولا كيقدر يشوفني مكونيكطيا ومايهضرش معايا...
نصيفط ميساج ومايجاوبنيش ديك الساعة... 
تبدل لدرجة هضرت معاه واحد النهار وماجاوبنيش...
جا من موراها بشي سيمانة وهضر وماجاوبتوش...
و مارجعش كيف قبل...
غبرنا تاني...
سدينا كلشي فسبتمبر...
وبديت نرجع بوحدي...
و نقص الايمان شوية بشوية...
كانت دازت مدة باش قطعت الفياق للفجر...
رجعت كنبعد على الناس...
وبديت نضعاف ونكتأب كيف العادة...





نتيجة بحث الصور عن ابيض واسود متاهة





لا، غادي نحماق...
واش غادي ندوز حياتي كاملة هكدا؟
شنو هادشي كيوقع ليا؟
علاش كتتعاود نفس القصة وفنفس الوقت؟
علاش كتسالي بنفس الطريقة؟

كان خصني نقلب... باش نفهم...