وصلت الخمسة ديال العشية... وهو يطل الطبيب اللي شرف على العملية وجا يطمن العائلة "راه كلشي داز مزيان والعملية مالقينا فيها حتى مشكل... "... ما جاش فين يسكت حتى بدات ماماها كتبكي بزاف... بواحد الشكل هستيري بلا ماتقدر تحبس... كلشي فهم بلي كانت حابسة راسها من الصباح... حيت ملي جات وهي غير كتدعي... بلا ماتخلي وقت لشي حاجة خرى...
سولها باباها "فين هي دبا؟ خرجات؟"...
"لا مازال واحد الشوية... غادي يخص واحد الساعة مازال بينما كملو الخياطة وداكشي لاخر..ز ماتخافوش، راه الصعيب داز... غير تهناو ورتاحو... كلشي مزيان " هكدا جاوب الطبيب وسلم عليه وهو شاد ليه فيديه مزيان... بحال ادا كيقوليه "خليك قوي..."
ومن ديك اللحظة ونا كنتخايل فيها كيفاش غادي تكون... كنتخايل بزاف ديال الدم... كنتخايلهوم كيجمعو فداكشي اللي حلو... كنحاول نفهم : راه هزو شي حاجة منها، عاودو قادوها، وعاد رجعو ركبوها تاني بلاصتها... بحال ادا حتى حاجة ماوقعات... ولكن بلاتي... راه قالو لينا بلي وجهها غادي يكون مبدل شوية... كيفاش غادي تكون دبا؟ وادا شفتها وتصدمت ولا تخلعت ولا بكيت ولا درت أي حركة وحسات بيا؟ وادا ماقدرتش نضبط راسي تاني؟
"راني هضرت مع الطبيب... قال لي بلي ملي غادي تخرج، غادي يدوزوها نيشان للانعاش، ماشي حيت حالتها خطيرة ولكن باش تبقى تحت المراقبة الليل كامل... وراه غادي يخصها وقت قبل ما تنوض، يعني من هنا 20h عاد تقدر تحل عينيها... دبا المهم تطمننا عليها، راني خديت النمرة ديال service، وفالليل نعيطو... نمشيو دبا حسن" هكدا قال باباها وتصرفقت... مايمكنش... مايمكنش يقدرو يمشيو بلامايشوفوها... راه الخلعة كانت غادي تقتلهوم الصباح وشفتها بعينيا... شي حاجة تما...
أه، شي حاجة تما... هاد الحاجة أنهوم حتى هوما طرحو نفس السؤال... وواحد من الفراملية اللي حضر للعملية قال لباباها بلي ماعندو لاش يخاف عليها وراهم حاضيينها مزيان.. بلي راه بصح البنج كينفخ الوجه فالحالة ديالها... وبلي يقدرو يتأترو ملي يشوفوها وماكاين لاش... وفوق هادشي كامل، راها غادي تكون دايخة ومازال مافايقاش مزيان وغير غادي يتبرزطو ويبرزطوها... وفوق هادشي كامل، يقدر يسالي الوقت ديال الزيارة قبل ماتكون حلات عينيها ويصدقو جالسين على والو...
وكولشي قال واخا... وكل واحد فخاطرو مكرهش يبقى... شنو غادي تقول مع راسها ملي تفيق وماتلقا حتى شي حد؟ ... وبحال ادا سمعاتني ماماها ورجعات كتوصي داك الدري "عافاك أولدي قول ليها بلي بقينا كنساينو وماخليتوناش ندخلو... قول ليها بلي قالو لينا كلشي داز مزيان وماتخافش... غدا الصباح تلقانا عندها... عندك تنسى أولدي عافاك"
وهي كتهضر معاه واقف دري، مازال صغير شوية، تكون عندو 14 حتى ل16 عام ادا كتر، كيسول فرملية خرى قدام الباب ديا الانعاش وكتقوليه نفس الهضرة... "هاك النمرة وعيط هنا فالليل ادا بغيتي تزيد ترتاح... غير سير فحالك دبا وماتخافش"... كان بوحدو... جا يسول فماماه اللي دارت عملية وحتى هي لداخل... دري صغير، بلا مايكون معاه حتى شي حد... الوقت اللي واليدين كيتسناو ولادهوم، كاينين ولاد مشوشين على اللي ولدوهوم... أقدار مختلفة وألم مكيرحمش...
رجعنا وكل واحد وعلاش كيهَضر فالطريق... المهم أنو قدرنا نضحكو واحد الوقت... هضرنا على حوايج خرى... وخصوصا على الغد ليه... امتا غادي نجيو وكيفاش غادي نتقسمو باش مانعيقوش، وشكون غادي يسبق، وشنو غادي نجيبو، وحتى لامتا نقدرو نبقاو عندها ...
ودخلنا وحتى حد ماكنت عندو الشهية ياكل شي حاجة وشي كايقول لللاخر "كول، راك ما كليتي والو..."... وقلنا ننعسو بكري باش نفيقو بكري ...وما نعسناش وفقنا بكري ... واليديها ماداقوهش كاع...
خرجنا من الدار، ومشينا نشوفوها...
ملي وصلنا، لقيناهوم عاد طلعوها... دخلنا، وكل واحد وكيف كانت ردة الفعل ديالو... اللي شاف فيها وضحك باش يشد فيها، اللي زهقات ليه شي دمعة وبغا يمسحها بالزربة... اللي مشا قرب منها، واللي بعد شوية باش مايديرونجيهاش...
كانت عينيها عامرة بالعيا، بالدموع مغرغرين بلا مايهبطو، بالضعف، وبديك الشوفة ديال "ماكيهمش"... كانت وحدة خرى... ماشي حيت وجهها مبدل، ولكن روحها... داكشي اللي لداخل فيها تقاس... ودكشي اللي قالت من بعد خلاني نتأكد...
دخلات الفرملية تدير ليها واحد البرة، وقبل ما تبدا قالتليها وهي ضاحكة "على سلامتك... دبا غادي تزيدي تصبري شوية مازال، هاد الدوا مهم باش مايكون عندك لا ميكروب لا والو... راه قالو لي واخا صغيرة صبارة... اعطيني يديك عفاك..." ... وشفناها كتتعصر قدامنا... ماحد الدوا كيسرح فعروقها وماحدها كتتهز وتتحط فبلاصتها... احساس خايب تشوف حاجة بحال هادي، وخصوصا واليديها اللي ما غاديش يكرهو يتقسحو بلاصتها ومايضرها والو...
ومن ديك الساعة، ولات كتكره تشوف شي فرملي داخل عندها... وكتبدا تسوط قبل مايوصلها... كان خصها تاخد دكشي 3 ديال المرات فالنهار لمدة 7 يام... وملي دازو يومين اللوالا ولات كتوجد راسها، وكتطلب واحد فينا يمشي يعيط للي يدقها ليها..ز بحال ادا قررات امتا تبدا تتقسح، ولات كتعزل هي امتا... وادا سبقوها وجاو، ولات كتطلبو يسبقها هي اللولة باش ماتشوفش البنت اللي معاها وتبقا تتعدب...
البنت اللي معاها هي اللي دوزات نفس العملية نهار من مور النهار فاش دازت هي... ملي وحدة كانت كتدوز العملية، لخرى كانت يالاه جات تشد بلاصتها... والليلة اللولة اللي دوزاتها هنا، لخرى كانت فالانعاش... وماتلاقاوش... حتى وحدة فيهوم ماشافت وجه لخرى... حيت اللي طلعات كتتبلوكا ففراشها على ظهرها... شي حاجة فشكل... واحد معاك وكتسمعو كيتنهد وكيصادع وكيدوي مع الناس وكيضحك كاع وكايهضر معاك ملي كايخرجو الناس، وماعارفش كيفاش كان قبل ما يدخل هنا...
مازال عاقلة مور شي 4 يام، قلتليها "وا هانتي جاتك الفرصة دبا، تفششي كيفما بغيتي... قولي ليهوم، قولي على التيليفون اللي بغيتي..." ... قالتلي "أودي بغيت غير صحتي... الله ينعل بو التيليفونات..."... هي اللي كان معروف عليها كتخسر فلوسها غير فالتخربيق، كتتسطا باش تشري شي حاجة عاد خرجات ولا تكون عندها شي حاجة مادايراش... هي، تقول هادشي؟؟ ... ماشي بوحدي اللي تعجبت فيها... كولشي لاح نفس الشي وقال بلي هادشي اللي داز عليها ماعمرها تنساه... وملي بدات كتعاود لينا، والطريقة باش كتهضر، تأكدنا كاملين من هاد القضية...
عاودات لينا على نهار العملية... ملي هبطات للبلوك شداتها واحد الخلعة عمرها حسات بها من قبل، بانت ليها الحياة كبيرة وماكتتقدر بحتى شي تمن... خافت تموت وبدات كتطلب الله (قالتي بلي دعيت بيها نيشان ياربي مانموتش... ياربي مبغيتش نموت...) قالتلينا بلي نفكرات عائلتها ودازت حياتها كاملة قدامها وخافت كتر ... كان بارد بزاف... Glacé كيف قالت هيا... وبدات كتترعد حتى كتتزعزع فبلاصتها... والضواو الكتار اللي كانو تما خلعوها... والأطباء والفراملية كانو كتار بزاف وملي دارو بيها قلبها بدا كيضرب بالجهد... تخايلات بلي ماغاديش يشد فيها البنج وغادي تنوض وسط العملية... وتخايلات تاني بلي غادي تنعس وماتنوضش... داكشي علاش قررات تبدا تفكر فشي حاجة باش مايشدش فيها... وتدير راسها داخت بلعاني... (بدات كتضحك على راسها وهي كتتفكر)... سولاتها شي طبيبة ولا فرملية على شي حاجة، وملي بغات تجاوب، ترفعات... قالت لينا بلي جاب ليها راسها بحال ادا رمشات وفيقوها... وملي جاو كيقولو ليها نوضي، ما تخافيش را داز كلشي... تعصبات حيت عند بالها كايضحكو عليها... تخنقات وماقدراتش تتنفس وسخفات ودارو ليها الاكسيجين وعاودات فاقت... وقالو ليها بلا ماتهضري حيت عرفوها ماغاديش تقدر... وداكشي اللي كان نيت...
سولات على واليديها هو اللول، وملي شرحو ليها، قالت بلي جاها البرد بزاف وغطاوها... هادشي كولو كتقولو غير باشارات وكيخصها وقت كتير باش تحرك يديها وتعبر... عرفات قيمة اللسان... وحست بالضعف بلا بيه... ملي بغات تعيط لفرملية حداها، قالتلينا بلي بقات كتقول غير "امممم... امممم" ولمدة طويلة، حيت مكتقدرش تغوت... وملي سمعاتها كان خصها مجهود كبير تاني باش تشرح...
كانو ناس كيغوتو بالصداع، كتسمع صوتهوم من بعيد... كان شي دري صغير قبالتها مربوط ففراشو حيت داير شي عملية وماخصوش يتحرك... وهي، كان كولشي فيها باقي جامد وبارد الا راسها ويديها... ما نعسات حتى شي شوية وكان فيها العيا بزاف... ضرها راسها وكانت باغية تغوت حتى هي بكترة الحريق وماقاداش وبكات... الليل كامل وهي كتسمع داك الصوت اللي جاي من دوك les appareils ديال القلب وديال شي حوايج خرى ماعارفاهومش... عرفات بقيمة النعاس، وفرحات ملي وصل الصباح... ولكن ماتهناتش...
لاحظنا كاملين بلي غير كندخلو عندها كتشوفنا، كنبقاو نهضرو معاها وماكيدوزش شوية ديال الوقت حتى كتنعس... قالت لينا من بعد بلي فالليل ماكانتش كتقدر تنعس، حيت من نهار تخنقات ولات دايرة فبالها بلي الا غفلات غادي تتخنق وتموت... وماكاينش اللي يعتقها... داكشي علاش كترتاح ملي كيكونو الناس عندها، وكتقدر تنعس...

قالتلينا "عاد عرفت قيمة كولشي... الدنيا ماتسوا حتى شي حاجة وغير ضاحكة علينا... اللي عندو الصحة عندو احسن حاجة فالحياة كاملة... "
را الوقت اللي كنكونو ناعسين فالليل، كاينين ناس كيغوتو بالصداع وماكايشوفوهش... ملي كانت كتخاف تتخنق ومكتنعسش، كانت كتبغي تحماق حيت كتحس براسها عيانة بزاف، وماحدها حالة عينيها ماحدها كتفكر فالموت وكتخاف... "ملي كنطل من داك الشرجم، كايبانو لي الضواو شاعلين والناس فايقين فles chambres لخرين..." هكدا قالت بالحرف...
ماشي غير بوحدها...
ماشي بوحدها اللي كيعطيوها داك الدوا اللي كيقهر...
ماشي بوحدها اللي قالو ليها "خصك تاكلي مزيان باش مايضركش الدوا فالمعدة راه مجهد وباش تبراي دغيا... ولكن عندك تشبعي را تقدري تردي، وادا رديتي بحال ادا مادرنا والو..." وماقدرات لاتاكل، لاتبقى بالجوع... كاتكل كل دغمة وكتتسنى شنو يقدر يوقع مورها...
ماشي بوحدها اللي خافت وحسات براسها بوحدها...
ماشي بوحدها اللي بانت ليها الحياة واعرة بزاف وفنفس الوقت ماتستاهلش...
ماشي بوحدها اللي كانت جالسة عادي حتى قالو ليها راك مريضة، وخاصك عملية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق