السبت، 26 ديسمبر 2015

30 - مابين الحياة والموت...

ورجعت تاني، وبكيت، وتفركعت، وغوتت، وفشلت، ودخت،  واحتقرت راسي، ودعيت عليه، وتمنيت نقتلو، وضحكت قدام الناس، وبغيت نفهم : علاش ماخرجش من حياتي؟ وعلاش فكل  مرة كاتجمعنا شي حاجة جديدة باش يفرقونا أسباب مختلفة على اللي قبل؟ علاش ماقادراش نزيد لقدام؟ علاش كنتبدل وكنولي وحدة خرى ماحاملاهاش؟ علاش وليت ضعيفة كتر من القياس؟ علاش مابقيتش تايقة فراسي؟ شنو اللي كيخليني ندير هادشي؟ مالو ما استغل حتى فرصة من هادو اللي تعطاوه ؟ مالي كنحس براسي دمدومة؟ حتى لامتا غادي نبقا هاكا؟ واش أنا بوحدي اللي زايدة فيه؟ مالي ما فاهمة والو فيه، فالناس، وفراسي؟


وا راني عييت... عييت مانحس براسي وخا كلشي هادشي أنا الغالطة... عييت ما نحاول نتعايش مع فكرة "تجربة ودازت"... عييت ما نصبر فراسي براسي... عييت ماننوي ومانديرش... عييت ما نمتل بلي راني مابيا والو... عييت ما نزرع فهاد الأمل اللي ماكيصلاح لوالو... عييت من الدور الخايب... عييت من قلبي اللي كيجرني لجهة كيبعدني عليها عقلي... عييت من الطرف الخايب فيا... عييت من الجنب الزوين اللي كيخلني تدار بيا... عييت مانرقع فيا وفيه... عييت من هادوك اللي غرقوني وخلاوني بوحدي وهربو... عييت مانسمعهوم كيقولو ليا من بعيد بلي راني فخطر... عييت من راسي اللي مابغاش يعيا... عييت من دوك التفاصيل اللي لصقات فعقلي وماقادراش نقلعها... عييت من دوك الدكريات اللي كيفكروني فاللي فات... عييت من المستقبل اللي مابغاش يوصل دغيا...عييت من داكشي اللي كيطلع ويهبط فيا... عييت من هادشي اللي واحل لي فحلقي ومابغاش يدوز... عييت من هاد الهضرة اللي كتتعاود لي فودني... عييت من هادشي اللي كنتخايل ملي كنسد عيني... عييت مانتخايلو فحياتي ونا كنحاول نرسمها... عييت من الكحولية اللي كتغطي الدنيا ملي كنتخايلو مكاينش فيها... عييت مانشد فيدي بيدي لخرى، حيت ما كاينش اللي يشد فيها... 


عييت من راسي... عييت من راسي وغادي نبدا نكرهو حيت زاد فيه... وا بزاف هادشي... خاصني نفيق، خاصني نحل عيني... باركة، راني عيقت...


بديت الحرب معا راسي... كنهجم عليها وندافع عليها فنفس الوقت... كنعنقها وملي كتعطيني بظهر كنطعنها... كنبكي حيت بقات فيا وكنضحك عليها حيت كانت مغفلة بمعنى الكلمة...


نفس القواعد حفظتهوم... لهي راسك فالقراية، ضحكي مع الناس وعائلتك، فكري فمستقبلك، وفكري بزاف فيه، هو، حبيق... دعي ليه، وحاولي تعرفي من بعيد شنو جاري فحياتو، واياك تحاولي تهضري معاه، شوفي غير من بعيد وردي بالك يحصلك، ... وديري فبالك بلي فأبريل، ماي، ولايونيو كاع ادا تعطل غادي يعاود يبان... وغادي تلعبو أدوار جديدة، وفسبتمبر غادي تتفارقو، وغادي تبقاي بوحدك، وغادي تلهي راسك فالقراية، تضحكي مع الناس... أوف، صافي...


داز أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر، وجا يناير 2015، وموراه فبراير... 

وفهاد الشهر غادي تدير بنت خالتي واحد العملية... عملية معقدة شوية وكتخلع... غير le principe ديالها فشكل، حيت هي تقويمية... عملية دخلات ليها مع 8h وخرجات مع ال 18h ديال العشية... كان واحد النهار فشكل... 

شفتها الليلة اللي قبل... كانت خايفة بزاف وشفت الخوف ديالها فعينيها ويديها الباردين... قالت بلي غادي تنعس بكري وفهمت بلي باغة تهرب باش تحاول تنسى شنو تابعها... وعرفت من بعد بلي الطبيب وصا باش يعطيوها شي حاجة ترخيها، حيت بانت عليها الخلعة فاللخر... وداكشي اللي دارو...

فالصباح، شفتها قبل ما تهبط ل le bloc...

أول مرة كندخل لسبيطار... كتشم ديك الريحة اللي كتبقا ليك فنيفك من مورا ماتخرج منو... واحد الرهبة كتشبه لديال الموت ولكن كتغطيها ريحة الحياة... داكشي لاش جاو الناس هنا، او لا؟ جاو يعيشوا، ماشي يموتوا... لا، جاو يتداواو باش يقدرو يعيشو، ولا يعيشوا حسن من قبل...


لقيتها كتغسل فوجهها، ودخل واحد السيد بباياص جارو وقاليها توجد راسها وتنعس فوقو... كان منظر بسيط ولكن خلاني نقفقف بالخلعة... شفتها وهيا كاتتكا بشوية عليها، باش تغطيها الفرملية بحال شي بنت صغيرة ماقدراش تتحرك...  فهاديك اللحظة، تخايلت شي واحد كيهبط بشوية عليه لقبرو... شي واحد استسلم وكايتسنا الموت تجي على خاطرها.. ومحملتش راسي حيت فكرت فهادشي...  كان يكون حسن كون تخايلت شي دودة غادي تقطع داك الغشا باش تولي فراشة... شي حاجة ايجابية كتر...


المهم، نعسات... بقا راسها بوحدو وكيبان وتمنيت كون كان يتغطى... ماقدرتش نشوف فيها... ماقدرت نقوليها والو وهي كتتسناني نقول شي حاجة... بانت لي بحال شي عطشانة اللي كتطلب الما... مانفعتها بوالو وماحملتش راسي... كنت حابسة الدموع فحلقي ماشي فعيني... كون قلت كلمة وحدة كون بكيت... وحتى هي نفس الشي... شفت ديك الكوارة فحلقها، وسمعتها ملي سول داك السيد من مور الباب "واش واجدة؟ صافي"... قالت "شافي..."... عرفتها مزيرة بزاف وخايفة بحالي... ودخل وخرجها، وديك الساعة قلت ليها ملي ولات بعيدة بشي ميترو، "ماتخافيش..."... وماكملتها حتى بديت كندمع...


هزات يديها بلا متهز راسها ولا تدور تشوف فيا... زعما واخا... ولا بسلامة... ولا غير "سمعتك"... وعرفتها كانت كتبكي... وملي رجع داك الراجل عاود أكد ليا...


بقيت جالسة وهي تجي واحد البنت مع واليديها عندها نفس العملية الغد ليه... وجات مرا خرا ضربها راجلها ضربة خايبة وجات فحالة مستعجلة ديك الساعة وخصها عملية معقدة حيت هرس ليها فمها كامل... وفالجهة لخرى كان دري قالو بلي دار كسيدة وقطعو ليه من فخدو باش يكملو جزء من حنكو... ولتحت كان واحد الغوات كتير كايصمك تصحابلي ديال مرا ولقيتو راجل هلكو صداع الراس و "ما عندهوم مايديرو ليه" وشوية بانت لي مرا كاتبكي حيت مصيفطين ولدها من الشمال وماعندهاش فين تبقا فالرباط وكتطلب فين تبات...


عالم بوحدو... عاد كتشفتو وفوقت قصير سمعت العجب... وشفت وبديت كنقارن...

شي تخلق بتشوه، شي دارو فيه بنادم... واحد موجد وكيتسنى Rendez-vous يخرج ليه، وواحدحتى جاتو على غفلى وتهز بالزربة... نفس العملية اللي كتدار دبا دارها واحد البارح وغادي يعاودها واحد غدا...  هداك اللي كيغوت وكيدوزو من حداه الأطباء والفراملية بحال ادا مكاينش فالوجود كاع حيت مايقدو يديرو ليه والو وخاصو "يصبر"... دوك الناس اللي بايتين سهرانين بالحريق ودوك اللي مغيبين فالانعاش... دوك الدراري الصغار اللي مفاهمينش شنو تابعهوم ودوك الناس الكبار اللي حاسيبن براسهوم متقلين على اللي جايبهوم... اللي كيجيوه الشهيوات والورد والشكلاط وكيدخلو عندو بزاف ديال الناس واللي حداه بوحدو، كيعتق روحو بديك الصوبة اللي كيفرقو على المرضى... اللي كيبكي واللي صابر على دقتو وساكت...  كنشوف فرملية كتدخل ضاحكة وكتتعامل بقمة الحنان ووحدة خرى كتتنفخ وكتبرد سمها فاللي لقاتها قدامها... بزاف ديال التناقظات... شي حاجة عادية، حيت هنا كتتحارب الحياة والموت...


وتفكرت الموت تاني... بقيت جالسة وكنخمم... كنشوف فهادوك الناس كاملين اللي عندهوم شي حد فغرفة العمليات ولا اللي دوزوهوم للانعاش، كيفاش كيقلبو على داك اللون البيض ولا الشيبي اللي فطابليات الطبا والفرامليا... كيفاش كيجلسو وهوما واجدين يوقفوا... ولا كيبقاو يمشيو ويجيو ويدورو على راسهوم بلا مايدوخو حيت راسهوم أصلا دايخ... وكيبان ليك تاني هادوك اللي فالجهة الاخري يالاه جايين يدوزو... ها اللي خارج مصرفق بشي خبار، ها اللي فرحان حيت ولا لاباس... هااللي معصبينو كترة الراديويات وها اللي هاز الهم وباين بلي متقل عليه فوق جهدو...


حنا ضعاف... ضعاف كتر ملي كانتخايلو... فكرة الموت كتساليهوم لينا... والمرض، كيفكرنا فيها... كنحسو بيه تهديد كيخلينا بينها وبين حاجة خرى...


ملي بقيت كنساين، داز الوقت تقيل حتى حسدتها... حسدت هادوك كاملين اللي مبنجين، ومكرهتش يبنجو هادو كاملين اللي كيساينوهوم حتى يفوقو دقة وحدة... 


فديك اللحظة كيكترو الوساوس... كتبدا تتخايل أخيب حاجة تقدر توقع وكتلقا راسك سرحتي ووصلتي شي حوايج غير كتتخايلهوم كابغي يتقطع قلبك... كاتسمع البكا على شي حد مات وكاتشوف ضحيكة فوجه شي واحد خارج... كتتفكر هاداك الانسان اللي لداخل وكتبدى تدور فراسك كاع دكشي اللي دوزتي معاه... كتتوحشو بحال ادا مدة طويلة ماشفتيهش وعاد كيبداو يطيحو عليك الافكار ديال داكشي كامل اللي ماعمرك قلتيه وندمتي عليه دبا...


فهاداك النهار تفكرت نور... بقيت كنتأمل شحال حنا "كامونيين" وكيعجبنا نتعدبو قبل مانتعلمو... هبط عليا واحد الحب كتير لبنت خالتي وبديت كنقول غير "خصها غير تخرج وندير ونفعل ونمشيو ونخرجو ونتركو... كون غير ما قلقتهاش داك النهار... ماعرفت لاش كندابز معاها... ناري شحال متبعين التخربيق..."... وزيد وزيد... حتى كنحسو بالحاجة قربات تمشي عاد كنربيو الكبدة عليها وكنشدو فيها بكلشي... 


السوايع بقاو كيتجبدو... هبطت للجردة باش نتلف راسي حيت عمر غير بالحوايج الخايبة، ولقيت تاني غير الامل واليأس شادين اليد فاليد... كلا وكيجر اللي لقا قدامو... وكلا وزهرو... وكلا وشنو داه...


كون ماكنتش هنا اليوم، كون راني دبا كونيكطي... فلافاك... خارجة ولا ناعسة وماجايبة للدنيا خبار... وكون راه واحد اخر اللي كاين فبلاصتي... جاي عند شي حد حتى هو كان غير جالس، كونيكطي، ولا ناعس...




نتيجة بحث الصور عن صورة ابيض واسود امل وياس




هادي أكتر حاجة لصقات لي فدماغي...
حتى أنا، وحتى نتوما...
ماعرفناش كاملين شنو مخبي لينا غدا...
وفين نقدرو نكونو...

هادي واحد،
حيت ملي غادي تخرج من العملية، غادي نشوف حكمة خرى...

هناك تعليقان (2):

  1. بصح الحياة صعيبة ولكن غير تفكر بل حسن من شي اكرف من شي عفاكم متفكروش فالانتحار😘😘😘

    ردحذف
  2. فاش تبغ تنتاحر تفكر انا واحد الانسان غتبك عليك اتفكر انك خصك تعيش باش ترفع راس شوحدين اتقب عينين شوحدين😔😔😔

    ردحذف