الجمعة، 25 ديسمبر 2015

29 - كبرنا بجوج، ورجعت صغاريت...

غادي نبدا نعيط ليه من دابا "حبيق"... (نسبة للحباقة ديال نزار قباني...)... حيت بصح كنا أحبقاء...


يومين من بعد ما بديت كنغطس فالظلام اللي غطا حياتي ملي مشى نور... دوزتها وأنا كنبكي بالنهار وبالليل... ووصل واحد الوقت اللي شفت راسي فالمراية وتخلعت... لقيت بقعة ديال الدم فعيني اليسرى... بحال ادا تطرطق لي شي عرق وساح تما... كنت كنشوفو وكنتخايل قلبي بنفس الشكل، بالاكحل بلاصة الاحمر هاد المرة...

ماعرفتش علاش عيطت ليه... هو اللي مولف ديما يجبدني... وأنا اللي قلبت عليه هاد المرة من بعد ستة شهور على المدابزة الاخيرة... عيطت ليه وماحشمتش من دموعي هاد المرة... كنت كانشهق، ماشي كنبكي... 

كان فخدمتو وجاوبني باألو ديال شي واحد ماعارفش شكون وماكيهموش يعرف (حيت بدلت النمرة تاني)... وبديت كنسبو... بديت كنعاير وكندعي عليه... قلتليه 'ربي غادي ياخد فيك الحق...  خرجتي لي على حياتي..." وغوتت بزاف...وقلت هضرة ماعندها حتى معنى... كنت باغياه يتعدب شوية بحالي... حسيت براسي كنتعاقب على جريمة كان شريك فيها وخاصو يدوق معايا حتى هو... ماتقبلتش نوحل بوحدي...


بقا ساكت وتخلع... تعجبت بزاف حيت ماتعصبش مني كاع... مايمكنش وهو على سبة... قال لي "مالكي؟ شنو عندك؟.... غير سبي وقولي لي بغيتي، بلحق ملي تبردي شكي عليا... مالك؟ "... لا، لا، ماشي هو هادا... هو مادايرش هاكا.. كون كان هو كون غوت كتر مني... كون راه قال شي كلمة خلاها تحفر فيا وقطع... لا ماشي هو، وخاصني نسكت... راه ماشي هو هادا اللي كنعرف...


وسكتت... بردت بهاديك الجملة... وقلتليه "نور... نور، مات"... وتما كانو الأسئلة ديال شكون وكيفاش وامتا، وتما فقت وقلتليه خصني نقطع ومشيت بلا ما نسمعو ولا نجاوب...

وغطست كنتعدب... كنبكي على راسي قبل من أي حاجة خرى... على أنانيتي وداكشي الخايب اللي بدا كيتربي فيا... كنبكي حتى جات عندي ختي وقالت لي "نتي ما كاتبكيش على نور غير هاكاك... شنو دايرة؟" 


ودغيا فهمت بلي عيقت... وبلي حتى حاجة ماغادي تتبدل وبلي فات الفوت وماعندي مانصلح... وقررت نولي وحدة أخرى... بغيت نتوب ونكفر على أغلاط حياتي كاملها... بديت كنتصنت للقرآن بزاف... وما غاديش نقول بلي كاينة شي حاجة اللي برداتني كتر منو... ارتاحيت... عرفت راسي رتاحيت ملي بدا كايبان لي كولشي تافه... الدنيا قصيرة وماتسوا والو... وليت كنحط راسي على المخدة وكنحس براسي عيانة وبغيت غير ننعس... ووليت قريبة من الله...


وليت ملي كنركع كنحس بالضعف الحقيقي... ملي كنسجد كنوشوش بطريقة خرى، بحال ادا كنحس بشي حد قريب ليا وكندوي ليه فودنيه... هزيت الزيف أول مرة وأنا كنصاوبو قدام المراية وكنقول علاش لا، شنو كانتسنى... وليت كنفيق للفجر وكانجرب داك الشعور ديال تكون مابين الليل والصباح، فايق والناس ناعسين... بديت كنكتر من الأدعية... كندعي مع نور ملي كنبغي ننعس، ملي نفيق، ملي نكون كنطوي حوايجي، ملي نكون كنفطر... فأي لحظة... كنقلب نطلب منو السماحة ونقوليه بديك الطريقة راني مفكراك... راك ماشي بوحدك... عافاك ماتقنطش... 


ودازت سيمانة، وهو يعيط لي الحبيق,,, وملي شفت سميتو، ما زعزعنيش... ما شداتنيش التبوريشة كيف ديما... ماتوترتش... ما وقع لي والو وجاوبتو بلا منكون مقلقة ولا معصبة منو... قال لي بلي عيط لي غير باش يسول كيف بقييت، بلي فهم بلي ديك المرة كنت ماشي فحالتي الطبيعية وبلي بقا فيه الحال... قلتليه يسمح ليا، وجاوبتو على الأسئلة القليلة اللي طرح عليا، حيت ما طولناش فالهضرة... وقطع، وقطع حتى الأثر ديالو من بعد...

ملي ساليت معاه، مابقيتش كنفكر بزاف كيف ديما... قلت معا راسي "الله يسامح"... ادا ضرني فشي حاجة راني ما بغيتش نحقد عليه مازال... وادا ضريتو كنتمنى ينسى بعدا ومايتعدبش، ماشي بالضرورة يسمح ليا...

حسيت براسي كبرت... حسيت براسي وليت متالية فوق القياس... وحسيت به نضج... مابقاش سول فيا من داك النهار... حتى جا رمضان فيونيو 2014... يعني تلت أشهر من بعد... وقال لي فالليلة اللي قبل منو "رمضان مبارك" (ففايسبوك)... جاوبتو بلا منفكر جوج مرات... بلا منقول شنو باغي مني... بلا منتسوق لشكون هو... وبلا ماتكون عندي حتى شي خلفية فشي شكل ونا كنقول "رمضان مبارك حتى انت"... بلا مانحس براسي كا ننافقو، بلا مانحس براسي كنهضر بزز مني، بلا ما نندم من بعد... 


كنت خديت قرار باش ما نجري على حتى شي حد من حياتي... باش اللي بغاني يلقاني... باش نصحح أخطائي مع ناس، بناس خرين... باش نحاول نكون بحال نور... بقلب كبير، متسامح، ونقي...

ومن مورا سؤال، كيجي جواب... وهضرنا فديك الليلة واكتشفت بلي تبدلو بزاف ديال الحوايج فحياتو... كيف تبدل هو... ما بقاش حبيق اللي كان... ولا عاطي لراسو قيمة كبر... ولا واتق فراسو وماكيحملش يجبد الماضي ديالو... قال لي بلي عيا بالشفقة ديال الناس، بلي كان "برهوش" وماعرفش يتصرف... بلي ندمان على داكشي اللي دوزو وداكشي اللي كانو... عرفت بصح بلي تبدل... بديت كنشوف فيه الانسان اللي بان لي فاليامات الاولى... قوي وطموح ومسؤول... قست فيه التغيير ماشي وراه ليا...


وضعيتو المهنية -وحتى المادية، نسبيا-  تحسنات على قبل وولا فرحان فخدمتو... بدا كيصلي (وخا حتى الاعوام اللي فاتو كان كيصلي فرمضان، وغير كيخرج كيجلس شوية ويقطع) ولكن هاد المرة كان تغير وبان لي يقدر يشدها من بعد، ولا مكالمي على كيف كان، بحال ادا مابقاش كيتسوق وصافي... مابقاش كيحاول يتير الشفقة ولا حتى الاهتمام... ولا كيدوي معايا فحدود وكيبين لي بتصرفاتو بلي فقد فيا الأمل ومابقا كيتسنا مني والو، كتر من هادشي كاع : ما بقا باغي والو مني... 


بقينا كنهضرو ديك الفترة تالصيف كاملة... عادي بزاف... ماشي بحال المرات الاخرين... وكنت مرتاحة كتر... وليت كنعاود على قرايتي، على شنو ناوية ندير، على باش كنحس، على شنو ضارني... وليت كنجاوبو على الأسئلة اللي كان كيطرح هادي عامين وكنفضح داكشي اللي كنت كنخبي فديك الفترة... الحاجة اللي مبقاتش كتهمو بزاف... وقال لي فواحد النهار "العجب، الوقت اللي ماكنت فاهم فيه والو وباغيك تهضري، ما كنتيش كتنطقي... ودبا اللي عرفت بزاف ديال الحوايج وفهمتهوم، مابغيتيش تتقاداي..."


وفواحد النهار اللي باح لي فيه بحوايج كان كادب فيهوم فالوقت اللي يالاه تعارفنا، ناض عليه الكيست فظهرو، وماقالهاش ليا ديك الساعة... والوقت اللي سولت باش نتأكد تاني قال لي "آه، بصح... ولكن لاش غادي نقولها ليك؟ ياك أنا غير ممتل؟ واش غادي تتيقي بيا مازال؟"... وتيقتو، حيت ولا صادق كتر ولا كانت كتبان عليه... المهم، عوض ما يهضر باش يكدب، ولا كيهرب للسكات...

ورجع حبيق آخر، عندو أهداف فخدمتو وكايفكر كيفاش يزيد القدام، ولاو عندو صحاب فالخدمة، ومابقاوش كيعرفو الناس تفاصيل حياتو اللي ولات دايرة على القهوة والكورة والافلام ... بلا حتى شي بنت...


دازت عامين ومازال ما عرف حتى شي وحدة وملي هضرنا على فين وصل كل واحد فينا، قال لي بالحرف "نهار يقولو ليك عليا عرفت شي وحدة، أجي ديري فيا اللي بغيتي... عمر شي وحدة ماتجي موراك... كنتي أنت، وماعرفتش قيمتك، ضيعتك، وماعمرني غادي نلقا بحالك... ودبا كنتمنى ليك ماحسن مني وكنقول راني مابقيت باغي والو... غير التيقار والراحة".



تبدل... تبدل بزاف...
ما بقاش دري صغير...
تبدل لدرجة أنو ولا كيقدر يشوفني مكونيكطيا ومايهضرش معايا...
نصيفط ميساج ومايجاوبنيش ديك الساعة... 
تبدل لدرجة هضرت معاه واحد النهار وماجاوبنيش...
جا من موراها بشي سيمانة وهضر وماجاوبتوش...
و مارجعش كيف قبل...
غبرنا تاني...
سدينا كلشي فسبتمبر...
وبديت نرجع بوحدي...
و نقص الايمان شوية بشوية...
كانت دازت مدة باش قطعت الفياق للفجر...
رجعت كنبعد على الناس...
وبديت نضعاف ونكتأب كيف العادة...





نتيجة بحث الصور عن ابيض واسود متاهة





لا، غادي نحماق...
واش غادي ندوز حياتي كاملة هكدا؟
شنو هادشي كيوقع ليا؟
علاش كتتعاود نفس القصة وفنفس الوقت؟
علاش كتسالي بنفس الطريقة؟

كان خصني نقلب... باش نفهم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق