الأحد، 20 ديسمبر 2015

7- يالاه داز شهر...

وتمنيت كون كنت نقدر نكون بطلة ديال شي رواية بحال هادي...

فواحد النهار، وهو كيعاود لي شحال ديال الألم مجموع فقلبو، قلتليه كنحسدك... اه، بصح كنحسدو، وكنحسد كاع هادوك الناس اللي تكرفسوا وتمحنو... وقاومو وتقاتلو... هادوك اللي قدروا يعيشو الحياة ببصح... يكافحوا على ودها... يعانيو باش يلقاو أي حاجة تمناوها... دوك الناس اللي مالقاو حتى شي حاجة بالساهل... اللي قسا عليهوم الزمان وتقواو بدل ما يضعافو... الناس اللي ملي كايفيقو الصباح وهوما كيحاولو يقادو ويرقعوا ويصاوبو... اللي ملي كيجي الليل، كيحسو براسهوم كانو فشي معركة و مابقا والو ويطيحوا كاو، وكيفيقوا تاني ويبداو من جديد...  

قلتليه حسدتك... "حسدتك حيت نتا عندك قصة ... عندك قصة تعاودها وتفتخر بيها، وفوق هادشي كامل، عندك فرصة يجي واحد النهار وتقول هادشي كامل دوزتو ووصلت ليوما هنا..." ... من مورا هاد الجملة قال لي شكرا، وعاود فكرني بلي راني مختلفة وسكت... واقيلة قال معا راسو غير هضرة وكنصبرو بيها، ولا مافهمنيش شنو باغية نقصد... المهم، ما بغيتش نحكر، حيت فاهمة بلي فشي أوقات، ما كانحتاجوش الهضرة، وهاد المثالية بزاف كاتجينا غير خوا خاوي...


فهاد الليلة بالضبط غادي يعاود لي على كيفاش الأب ديالو تخلا عليه هو وماماه... غادي يقول لي بلي عاش طفولة بئيسة بزاف... عامرة بالحرمان والبكا والصداع... الصداع ديال ماماه ملي كتتلقا بباه وتهضر معاه على شنو عايشين... الصداع ديال القلب اللي كايخليه يحس براسو كئيب... الصداع ديال الدنيا ومشاكلها اللي ماكاتساليش... والصداع ديال النكير وديال المواعن ملي كيتهرسو...

كبر مع مو وجداه (جداه كانت ماتت بشي سنوات قلال ديك الوقت)... من نهار حل عينو، باه ما كانش هنا... كان هو الرجل ديال الدار... كان خاصو يكون الرجل ديال الدار... داكشي علاش بدا الخدمة صغير، واخا ماماه وجداه كانو كيخدمو عليه وهازينو ودايرين جهدهوم باش يوفرو ليه اللي فجهدهوم... كان خاصو يتحرك ويدير شي حاجة... وداكشي اللي وقع... قال لي بلي خدم بزاف ديال الحوايج وبلي حتى فالمرحلة اللي كان كيقرا فيها l'infographie, (فديك عامين مورا الباك)، ما كانش كيحضر بزاف وكان كيخدم وكيدوز غير الامتحانات...  


بقا كايعاود لي حتا وصل واحد الوقت وقال لي "مانقدرش نزيد نبقى ولا نكمل... خاصني نمشي دابا... بسلامة عليك"

تخلعت وبقيت كنسول ونعاود ونحاول نكالميه... فهمت بلي ماساهلاش عليه يتفكر هادشي كامل وبلي يقدرو يكونو تفاصيل اللي ماقدرش يعاودهوم... وبقيت كاندوي معاه شوية حتى برد وديكونيكطينا بجوج... (أصلا أنا وليت كنتكونيكطا غير باش ندوي معاه... ما عنديش معا الشات بزاف زديك الوقيتة بدا كايبان لي هاد التخربيق كامل غير تضياع الوقت... ولكن معاه، لا، كان حاجة اخرى... مايمكنش نكون كنضيع وقتي هكدا...)


مشيت ننعس، ومانعستش دغيا... بديت كنقارن تاني وكنشوف وكنفكر...  بقا فيا بزاف، وانا نكتب ليه ميساج طويل... عاودت فكرتو بلي خاصو يكون فرحان ومفتخر... قلتلو بلي وليت كنقدرو بزاف واحترمتو على هادشي كامل اللي دوز...


ودازت ديك الليلة وداز الصباح الغد ليه، وجات العشية تاني... وقلت صافي، ما بقا ما يتقال راه قلنا كلشي... ولكن لا... مازال الهضرة ماكاتساليش... قال لي بلي ما بقاش كيمشي للقهوة، وبلي ماماه تصدمت فيه حيت كايجي نيشان من الخدمة للدار...(ولا كايجي باش يتكونيكطا معايا)... قلتلو ديك الساعة : هي كنتي مبلي... (كندوي على القهوة)... تما غادي يقول لي بلي اه، كيكمي...

تصدمت، قلتليه بلي ما تخايلتهاش حيت مابايناش عليه بكترة ما كايبان فشكل ... تما بدا كايعاود لي، قال لي بلي بداه شي 15 عام من قبل (ملي كان صغير بزاف)، بلي جرب بزاف ديال الحوايج خرى، بلي المراهقة ديالو كاملة ما كانو فيها لا بنات لا تصاحيب لا حتى شي حاجة من غير الكارو وكاع داكشي اللي كيدوخ... قال لي بلي بداكشي كان كينسى وبلي حتى لديك اللحظة اللي كندوي معاه فيها، ماماا عمرها ساقت الخبار لهادشي... 


سكتت... سكتت بزاف... بزاف حتى عاق بلي تقرصت وقال لي طحت ليك من عينيك، ياك؟ (حيت واخا يلاه عرفني، فهم بلي تربيت تربية محافظة، وبلي حوايج بحال هادو بالنسبة لي عيب و مرفوضين كاع...) ... بينت ليه بلي غير ماتوقعتش هادشي فيه وصافي... بلي الأدب والنضج اللي فيه كايبينوه مربي مزيان واخا كلشي وماشي شي واحد اللي يتعاطى لهادشي... قال لي بلي كانت لحظة ضعف وبلي الكارو هو الحاجة الوحيدة اللي ماقدرش يحيدها... وكانت معاه القهوة حتى هي...


وكيفما حيد القهوة  اللي ماشي شي حاجة خايبة، خاصو يحيد الكارو... هكدا قلت مع راسي وديك الساعة هضرت معاه كيف كنت كندوي قبل مانعرف هادشي... طلبتو يحاول، ودوينا ديك الليلة كاملة غير على هادشي وشنو يقدر يدير وكيفاش... وواعدني غادي يبدا ينقص شوية بشوية... وكنت تايقة بلي يقدر عليها...


ودازت اليام هكدا... هو كيعاود وانا كانكتاشف... لحد الساعة مازال ماعرف علي والو، ولكن تايق فيا بزاف... وكمل شهر... شهر داز بحال شي عام حيت داكشي اللي عرفت فيه وكيفاش كنت كنعيشو بحال ايلا حضرت فكل لقطة منو، كان بزاف...






وهنا، فهاد الوقت، غادي يطلب مني واحد الحاجة.... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق