" أنا وياك أصلا مختلفين فالمستوى المعيشي، وغادي يتزاد الفكري... المهم نتي فايتاني فبزاف ديال الحوايج... شوفي، أنا عارف بلي الواليدين كيبغيو لولادهوم ديما يعيشوا مرتاحين ويتوفرو ليهوم كاع الظروف... ولكن أنا كون كانت عندي بنتي غادي نقلب على شي واحد يبغيها واخا حتى الفلوس مهمين وماغاديش نكدب ونقول العكس... غير ديري فبالك حاجة وحدة: أنا، راه نحيدها من لحمي ونعطيها ليك..."
جاوبني وخلاني غارقة بوحدي تاني... بان لي بلي مشى بعيد وخدا الأمور بحال ادا وليت ديالو... شافني أنا وياه فدار وحدة وكايدير جهدو باش مايخصني والو... جاتني هاد الهضرة باقي عليها الحال بزاف... جاني حارق المراحل ومكسيري... ولكن حل لي عيني على شي مشاكل تاني... عائلتي؟ شنو غادي يقولو عليا؟ شنو غادي يكون الموقف ديالهوم من بنتهوم اللي كتقرا مزيان وعندها طموح كبير بزاف وعارفينها معقولة ومحال يكونو كيتخايلو تقول ليهوم كتفكر ترتبط بواحد كان عندو الماضي وخصوصا الحاضر فاش عايش... كنا مختلفين.. وكان كيبان لي الفرق... وكنت عارفة بلي الوضعية المادية فاش عايشة حسن بزاف من اللي عايش فيها هو... ولكن، عمرني شفت فيه شوفة نقص من الناحية الفكرية... بالعكس... كان كايبان لي واعي وناضج وعارف بزاف ديال الحوايج وعندو مستوى ثقافي زوين... كان هو اللي غير شوفتي وخلاني نآمن بلي ماشي الديبلومات اللي كيعكسو المعرفة... ولكن حتى التجارب ديال الحياة... كان هو المتال اللي نقدر نجادل بيه...
ونكرت ديك الهضرة ودوزتها ضحك... كان ديما روح الدعابة اللي في عاتقني... فحياتي كاملة... كان كيخليني نسلك براسي فبزاف ديال المواقف ونهرب من الاحراج... ولكن هدا ماكيعنيش بلي ما كانخدش الأمور بجدية... كنت غير كانتلف الناس لخرين باش نفكر على خاطري...
وبقيت كنفكر فهضرتو... وسولت راسي على بزاف ديال الحوايج ماسبقش تسوقت ليهوم... وفنفس الوقت فرحت... قلت على الاقل فكر فيهوم هو... يعني داير بحسابهوم ويقدر يدير مجهود باش يبدل اللي قدر عليه...
هاد الاختلاف "الطبقي" كاين حتى فعلاقتو مع صاحبو أمين... أقرب دري ليه... عندو الفلوس بزاف وماعرفتش كيفاش تصاحبو... ولكن عاود لي على بزاف ديال الحوايج دارهوم على ودو... وقف معاه بزاف فوقات الحزة ولقاه ديما فجنبو ملي حتاجو... كان قال لي بلي هاداك "خوه"... ماشي صاحبو... وكان عاود لي بلي هو العكس ديالو فبزاف ديال الحوايج خرى... بلي كيخرج مع بنات بزاف وكيسهر وكايخسر بزاف ديال لفلوس على بحال هادشي... ولكن كانو متعايشين... كل واحد وكيف ختار حياتو وكل واحد كيعيشها على جهدو وعلى حساب مبادئو...
دوزنا ديك الهضرة وجات موراها بنت خالتي تطرح لي نفس السؤال... واش ما بانش ليك نتي وياه مخالفين فشي حوايج... وعاود سالينا الهضرة وتفاهمنا بلي باقي الحال على هادشي...
ولكن مع راسي... كنت عارفة بلي هادي هي الوقت... داكشي علاش غادي نبدا واحد التاكتيك... مشيت كنسول وكنقلب على امكانية التسجيل فلافاك بباك قديم... عرفت بلي كايخص طلب وموراه كيتدرس الملف... وجيت قتارحت عليه يبدا يقرا... فكرت يدير القانون بحال صاحبو ولا الاقتصاد باش نقدر نبقا نقرا معاه... ماتقبلش الفكرة كاع... وتناقشنا مدة طويلة بزاف... ولكن بالنسبو ليه كنت غير كانخربق... لا، ماكنتش كنخربق حيت بالنسبة لي ادا تعطاتو فرصة بحال هادي يقدر ياخد ديبلوم اخر وتولي عندو فرصة يجرب حوايج جديدة ادا استمرو المشاكل وكان صعيب يطور راسو فl'infographie... وتسد هاد الموضوع وتعاود تجبد وتعاود تسد بلا فايدة...
من بعد، غادي نولي كنهضر على جانب اخر... جانب اللي مهم بزاف وكتر من كلشي بالنسبة لي... هاداك الوازع الديني اللي كنت كنتخايلو فانسان كنفكر نرتبط بيه... حتا أنا ماشي شي وحدة اللي من النوع اللي كيقولو عليه "ملتزم بزاف"... وفنفس الوقت مامتسامحاش بلا قياس مع بزاف ديال الحاجات... مادايراش الحجاب... وكنت كنقطع الصلاة بزاف ونرجع ليها... (هاديك الوقت كانت اول محاولة غادي نطول فيها بزاف... بديتها قبل مانعرفو بمدة وبقيت شاداها...) ...هو ما كانش كايصلي... وبديت كنهضر على هادشي... حيت كنت كانقلب على شي واحد يزيد يقربني من الله ويبغي يتجمع معايا حتى فالعالم الاخر... ولكن ماغاديش ننكر بلي اللي مخليني كنشوف فيها حاجة زوينة فهاد الجانب، هو انه تعاملو زوين.. وبهاداكشي اللي عاود ليا واللي شفت... داك الاحساس الزوين ديال أنه كيبقاو فيه الناس وكيبغي يعاون وخا كلشي، كان كايبان ل فيه انسان مزيان... وقلت الاخلاق كاينة بعدا، والعبادات غادي يشدها حتى هي... حتى انا مادايراش كاع اللي علي...
المهم هو اني وليت كنهضر وكندوي على بزاف ديال الحوايج... وليت كننتقدو وكانحس بيه بحال ادا كايساوي معايا... مرات كيقول لي دابا نفكر.. را كنت ناوي... را غير مامستعدش... ومرات كيقول لي راك مافاهماش... (حيت هضرت على الخدمة وعلى الفلوس وعلى وعلى وعلى...)... المرة لخرى اللي جبدنا لهضرة على كيفاش يقدر يلقى خدمة حسن وواش يرجع lcentre d'appels يربح فيه الدوبل ديال الصالير ولا يبقا تابع une carriére... قال لي خلي هاد الموضوع حتى نتلاقاو... بغيت نهضر معاك فيه وأنا قدامك...
وجا النهار اللي غادي نتلاقاو فيه... كان النهار اللي عادي نتقيد فيه فلافاك فين تقبلت... وملي خرجت جيت عندو lla gare، عاوتاني retard هههه... غادي نجلسو فقهوة نيشان هاد المرة وغادي يصدمني بلي رجع للكارو... غادي يقول لي بلي بدا فالصيف وكان كيتسنا حتى يتلاقاني باش يقولها لي... غادي ندوزو النهار هاد المرة نصو فالجلاس ... ماشي بحال المرة الفايتة... من القهوة فاش جلسنا ملي تلاقينا للبلاصة فين تغدينا للقهوة خرى... كنت مازال بحال المرة الاولى وما هضرت ما كليت ماجلست على خاطري... وهو فهاد المرة تقلق وبينها... كان كايتسنى يلقا وحدة خرى واقيلا... وتصدم... كنا كملنا خمس شهور وشي حاجة وقال بلي غادي نكون تطلقت عليه دبا... ولكن لا.. وعادي حيت جامعنا غير التيليفون...
داز النهار كامل غير هضرة فشي حوايج تافهين ... كان باين بلي ماشي داكشي علاش باغيين نهضرو وكان مامخبيش علي بلي راه مقلق وكايهضر فداكشي غير باش مايزيدش يحرجني ومايزيدش يتفقس...
وفواحد الوقت وحنا كانتمشاو قريب للla gare، باش يركب... قال لي "شوفي دابا هادو غير حوايج صغار وكنتقلقو عليهوم... كيف غادي نديرو من بعد مع المشاكل الكبار... خصنا نتنازلو شوية "...وضحك... بين لي بلي ما عاجباهش الوضعية وباغي نكونو فرحانين بحال الخرجة الاولى... وضحكت ومشينا ...
وفواحد اللقطة غادي يشد لي فيدي... غادي نزيدو شي تلاتة ولا ربعة الخطوات ويدي فيديه... هو شاد فيا... وأنا لا... حسيت براسي مخلطة لي البرودة مع السخونية... بغيت نجر يدي وماعنديش الجهد... وكانجرب حاجة خرى تاني معاه للمرة الاولى...
تقلق... عرف راسو هو اللي قابط شي حاجة طالقاه... وقال لي "سمحيلي... أنا كنقلب على المشاكل"... قلتليه بلي ما وقع والو صافي نسا... وسكتنا بجوج... حسيت بيه بحال شي دري صغير طلقاتو ماماه فالزحام وحس براسو بوحدو... بغا يغوت... بغا يدير شي حاجة...
كانت 16h قريبة ... كان باقي الحال ولكن قرر يمشي... غادي نقول باغي يهرب... وهرب...
عيط لي فالليل... ماقال والو على حتى حاجة من اللي طرا... بحال ادا لغا داك النهار... بحال ادا ماتلاقيناش... وقال لي éنشوفك غدا؟"... "راتي واخد الكونجي كامل على ودك وكون قدرت نجي عندك كل نهار فيه نجي..."... المهم دوينا فهادشي وقررنا باش نتلاقاو مرة اخرى مازال وصافي... بحال ادا بغينا نعطيو لراسنا فرصة خرى... وحتى انا ماشديتش العكس بزاف...
تلاقينا تاني... وتقريبا ماكانتش شي حاجة مبدلة... باقية انا مازاعماش عليه وباقي هو كايحلم يشوفني انا محتكرة الهضرة... غير هو مابغاش يبين بزاف هاد المرة... وانا درت مجهود شوية...
ماعودش قاس لي يدي ولاقرب منها... وملي قرب يمشي، جلسنا فقهوة حدا la gare، وبدا كيهضر لي على طفولتو... غير جا الموضوع هكداك... بحال ادا فهم بلي فهادشي كايعجبني نهضر معاه... ولا فهادشي كنقدر نتجاوب معاه كتر... ولا كان باغي يوصل لي شي حاجة...
قال لي بلي كان من النوع اللي كيجلس اللور فالقسم وماكيهضر مع حتى شي واحد وغير ساكت... قال لي بلي معاود شي عام بسباب شي مشكل مع استاذ عايرو ب "مك"... قال لي بلي على ودها يقدر يقتل ماشي غير يدابز... قال لي بلي عارف راسو حساسيتو كتخرج عليه مع الناس وبلي "عوض مانشري سروال من عند اللي لقيتو قدامي... كايخصني نسول على هاداك اللي عارفو هاز عائلة..."
هضر على شي حوايج ولاول مرة كنت أنا اللي كنشوف فيه... حيت كان كايشوف قدامو... بحال ادا كيهرب عليا عينيه... بحال ادا ماقادرش يشوف فيا... بحال ادا حشمان... خايف... ماراضيش... ولا مخبي داكشي اللي كيبان فعينيه... كان خايف يضعاف...
اليوما كانت نوبتي...
اليوما شفتو...
اليوما سمعتو...
اليوما لقيتو...
واليوما تأكدت بلي من مورا صوتو...
حتى حاجة ما شدات الانتباه ديالي بحال يديه...
مافهمتش علاش وعمرني سمعت شي بنت كتقول بلي اللي عجبها فالدري يديه... ولكن هادشي باش حسيت...
بانو لي بحال شخصيتو تماما... بحال يدين شي واحد كيلعب البيانو... كيتحركو بواحد الشكل فيه الرقة والعنف... كايبانو لي قاسحين ولكن فواقعهوم حنان... ما عرفتش كيفاش نوصفهوم... اكشي اللي عجبني فيهوم كيفوت اللي كايتشاف... شي حاجة كتتحس وصافي...
ومشا فحالو...
وراجعة فحالي... وهبطو لي الدموع...
بكيت فالشارع وبلا مانتسوق لحتى شي حد...
بكيت بزاف...
هادوك الدموع السخان...
وصلني ميساج فيه "شكرا على كلشي"... وزدت بكيت كتر...
كنحس براسي كنظلمو...
كنحس بيه كيقلب في على واحد السعادة مكايناش...
ووصلت للدار...
وعيط ليا... وهضر على حاجة وحدة... "سمحيلي حيت شديت ليك فيديك ولبارح... ما قصدت حتى حاجة خايبة... كنت محتاج ليها باش ناخد القوة... كنحلف ليك بلي كنحترمك وكنقدرك كتر ما كانبغيك... عمرها تتعاود... وراني ندمت... سمحيلي بزاف...."
كان كيوي بحال شي حد سرق شي حاجة... سبقاتو يديه ومدها وندم... وخايف لايتحاسب عليها...
سدينا داك الموضوع...
وكمل الكونجي ديالو مابين الكورة ومعا صحابو...
وجا عيد ميلادو... كمل 24 عام... وتمنيت ليه 12 أمنية... كملنا 8 شهور... بتلاتة ديال الخرجات... شوفة ليه وشوفة ليا... بشدة وحدة ديال اليدين... ببزاف ديال "كنبغيك" من عندو... و بحتى وحدة من عندي...

ودابا غادي نبدا مرحلة خرى...
بحال ادا حسيت بيه كبر وتفكرت الوقت كيدوز...
دخلني واحد الشك خطير...
" واش تبدلت؟" و "واش مقتنعة؟"
وهنا غادي يتبدل كلشي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق