مايمكنش نكدب على راسي... بقا فيا،اه... ولكن عجبني الحال وانا كنهضر معاه... حيت هضرنا على حوايج كبيرة... ماشي بحال داكشي فاش كنهضرو مع الناس ديما... داك النوع ديال الاسئلة اللي كتطرحهوم للمرة الاولى... دوك التفاصيل اللي كتكون ديما قدامنا ومعانا وماكنردوش ليها البال... دوك الحوايج اللي فينا وكيخص الناس الاخرين يكتشفوهوم... دوينا على حاجات عميقة... كتمس الانسانية اللي فينا ماشي الشخوص اللي كنمتلوها... دوينا ودوينا وفهاديك اللحظة تأكدت بلي باغا نسمعو، باغا نعرفو،... قست شي حوايج فيه عرفتهوم فيا وماتقبلتهومش، ولا بغيت نعرفهوم وما تشدوش ليا...
فالعشية جا هضر معايا باش يعاود لي التفاصيل ديال شنو وقع فالخدمة، وحاولت نخليه يتفائل،... بديت دوك الأسئلة العجيبة ديالي... عرفت بلي دار هاد الضومين حيت ميدان فني... ماتخايلوش هاكا... كان كيقول غادي يحل ليه مساحة ديال التعبير...
عرفت من بعد بلي فالواقع، كان كايطمح ولا ماكرهش كون تبع مسار دراسي اخر، طويل وعامر بالانجازات كتر من هادا اللي دوز... سولتو شنو الخدمة باش كنتي كتحلم، قال لي : طبيب أطفال... (ماعرفتش واش بوحدي ولكن كيجيوني الدراري اللي كيحلمو بالطب و اللي كايعجبوهوم الدراري الصغار حنان... هو كانوا فيه بجوج... و أكد لي مرة وجوج بلي هو من النوع الحساس بزاف وهادشي كيخلق ليه مشاكل بصفتو ولد...)... ما كانش عندو اختيار يدير لافاك ولا شي حاجة اخرى حيت كان خاصو يخدم فأسرع وقت... وفنفس الوقت ماعندوش معدل يخليه يدخل لشي حاجة حكومية، ايوا دار مدرسة صغيرة خصوصية خلصها من بعد بجزء من الصالير اللي كيتقاضاه ...
شفت فيه ديك الساعة انسان اللي هاز المسؤولية، فهمت بلي حياتو ماشي ساهلة... قال لي من بعد بلي هو اللي خدام على راسو وعلى ماماه... وفهاديك اللحظة تفكرت "كيعجبني نتهلا فماما..."... كان باين بلي كتمتل ليه كلشي فحياتو وبلي كايقدرها لواحد الدرجة كبيرة بزاف... ملي قلتليه واش عندك شي ختك (كنت باغية نعرف بنت اللي عايشة واقع كايبان مؤثر فدري لهاد الدرجة، شنو غادي يدير فبنت... كنت مستعدة نحيد الحشمة ونقول ليه واش ممكن نتعرف عليها... بغيت نشوف واش نقدر ندير شي حاجة ليها... واخا غير كلمة زوينة...)، قال لي لا، وماكرهتش كون كانت عندي وحتى ماما ما كرهاتش... ولكن ماكانتش تقدر تزيدها... اعتذرت على السؤال وقلتليه موراها : حتى أنا ما عنديش خويا وماكرهتش كون كان عندي... وايلا قبلتي دابا، تقدر تدير مني ختك... ادا احتاجتي اي حاجة ولا بغيتي شي لعيبة أنا هنا...
بدا كايشكرني بزاف وكايعاود فكل مرة يقول لي انتي فشكل، انت مختلفة على اللي كنعرف... وفكل مرة كانعاود نقوليه بلي غير ماعاطيش ليهوم فرصة يبينو ليك شي حوايج، واقيلة...
بدات اليامات كتدوز بزربة، وفكل نهار كنهضر معاه بالصباح، وفالعشية باش يعاود ليا على شي حاجة جديدة فحياتو ولا نهضرو على شي موضوع فشكل... ملي كانكون فالستاج، فكل مرة كايسيفط لي ميساج يتفكرني ولا يشكرني ولا يقول اي حاجة فيه... المهم يقول لي راني مفكرك... وفالعشية، كندخل للدار وانا كنتسنى امتا نتكونيكطا وايمتا يجي يعاود ليا جزء جديد... كانبداو ديما الكونفيرساسون بشكل عادي وماكانحسوش حتى كنلقاو راسنا غطسنا فشي حاجة ماعرفناش كيفاش تبدات...
طلب مني نمرتي وقال لي واش نقدر نعيط ليك وقتما حسيت براسي محتاج نفضفض ولا ندوي مع شي حد... قلتلو اه... (بلا مانفكر فواليدي اللي ديما حاضيين معايا وخايفين عليا من الدراري... بلا مانفكر فسوء التفاهم اللي وقع لي مع بابا قبل... بلا ما نفكر فحتى شي حاجة، قلت اه...)
ماعمرني ننسى أول مرة غادي يعيط لي فيها... من "الو"، سمعت نبرة فيها شوية ديال الحزن مخلط بالحنان... كان كيبان عليه انسان رقيق فالاصل ولكن الحياة قصحاتو... او لا كانت قاصحة عليه بزاف لدرجة ولا كايبان ضعيف، والضعف ديالو بان لي حاجة اخرى... دوينا بزاف، طولنا كتر ملي مولفة... واقيلا عمرني هضرت مع شي حد ديك المدة وبلا مانحس بالوقت كيف داز... وفهاداك النهار نيت، غادي يسولني شحال من مرة "شكون نتي؟" "واش خدامة فكوميسارية؟" "واش كاتديري لي التنويم؟"... عبر لي بكاع الطرق وبكاع الكلمات بلي مامولفش يعاود وبلي أول مرة غادي يتيق ويقول شي حوايج ماكاينش شي حد فايت ليه عرفهوم... وتيقتو...
تقت بيه لسبب واحد، أنني حتى أنا لأول مرة غادي نحس بواحد الراحة ونا كنهضر معا شي حد... اول مرة كنحس براسي قريبة من شي حد فمدة قصيرة... وواخا داكشي كامل، كنت أنا هي أنا، كنسمع ولكن ما كانعاود والو... كنواسي ولكن ماكانشكيش...
جات واحد اللحظة لقيتو كايعاود لي على قصتو مع شي بنت... قال لي بلي عامين دابا وهو معزول على الناس والعالم كامل... كانت أول بنت غادي يبغيها وغادي يرتبط بيها، غادي يعرف صاحبو عليها ويكتشف واحد النهار بلي غدروه بجوج... وتما تعقد...
ملي كمل، أنا سكتت... ما قلت حتى كلمة... تخلع، وما فهم والو... وليت كنقول ليه ماتديرش فبالك، دابا يجيك ما حسن... هي اللي خسرات... وحس بشي حاجة فشي شكل... قال لي بحرى كنتي كتضحكي وكتهضري عادي وكاتجاوبيني، شنو طرا... سالينا دال l'appel, وقنعتوا بلي غير جاب ليه راسو وبلي ماكاين والو... غير تأثرت...
داز داك النهار وجاو يامات خرين بحالو، ميساجات ففايسبوك وفالتلفون، تعاويد فام اس ان، وانا غادية وكانكتاشف... بحال شي رواية كنقراها ومابغيتهاش تسالي... شي حاجة كتخليني نحلم ولكن بالألم، كتخليني نحل عيني على شنو عندي وفنفس الوقت على شنو ناقصني... كنت ديما كانن آمن بلي ماحد الانسان كايعاني كتر ماحدو كتتعطاه فرصة يتقوى كثر وكثر، ينضج، ويفهم اللي مافاهمو حتى شي حد اخر، من غير اللي عاش نفس الظرف...
ولا كيقول لي ديما "Tu es maginifique, tu es différente..." وكان حس بي المرة الاولى اللي سمعت هاد الجملة بحال ادا تقرصت وجاني نيشان "ما تديري فبالك حتى شي حاجة وماتشوشيش ولا تمشي بعيد... راكي عزيزة علي فحال ختي، كيف تافقنا..."... كنت كنحسدو على هاد القدرة اللي عندو فالتعبير على باش كايحس... كان كيقدر يقول اي حاجة فراسو ولا فقلبو... كان كيقدر يقول "Je ne vais pas bien, ca va pas..."، كان يقدر يقول "انا خايف..."، "أنا فرحان بزاف..."، "تفكرت هادشي وبكيت..."، "فيا البكية..."... ولكن فنفس الوقت، ملي كانشوف شنو عاش وشنو دوز، كانقول مايمكنش انسان تحمل هادشي يكون كيقول هضرة بحال هادي... بدل لي المفاهيم اللي عندي... خلاني نشوف نوع اخر ديال الناس اللي كيبينو الضعف ديالهوم كيف كايبينو القوة... ناس مصالحين مع راسهوم ومتقبلينها حتى ملي كتفشل... بديت كنحتارمو كتر... وبديت كنكتشف عقد جديدة فيا... وحتى هو انتبه...
من غير أنني ما كانعاود حتا حاجة وماعرف علي والو من غير معلومات صغيرة وتافهة بزاف، بدا كيلاحظ بلي ملي كندوي معاه فالتلفون ما كانكونش بحال ملي كانتكونيكطاو... من بعد غادي يفهم بلي كنحشم... غادي يلاحظ بلي ملي كايكون شي موضوع عادي فيه الضحك ولا شي حاجة تافهة كنكون مطلوقة، ولكن ملي ما يعاود شي حاجة كتألم وكيتسنا يسمع شي حاجة تواسيه كنسكت... السكات ديالي كان فيه تأثر من جهة، كنخبي فيه راسي حيت كنخاف نعري على الضعف اللي في ايلا حاولت ندوي... من جهة خرى، كيفضح هاد الضعف ملي كيبنني ماقادراش نلقا الهضرة فبحال هاد المواقف... وهاد المشكل عندي مع كلشي... كنعبر على كلشي بالأفعال، وماكنعرفش ننطق احساسي هضرة، بلحق كنعرف نكتبو... داكشي علاش كنت كنتهرب من الهضرة فالتيلوفون وكانفضل ديما نقرا شنو كايبغي يعاود ليا... وفهاد الحالة ما كانسكتش، ماشي غير ماكانسكتش ولكن ماكانتقاداش...
فواحد النهار غادي يقول لي "راني قلت ليك انت فشكل، قلال البنات اللي باقي كايحشمو دابا وعلا حوايج بحال هادي... الله يرحم من رباك..."
هاد الجملة قلباتني كاملة... ماكرهتش نقول لبابا اجي سمع وافتخر بي... را واخا نتقرب من الدراري حتى نعيا، كنخليهوم ديما يشوفو شكون أنا... وشنو كانسوا...
جملة خلاتو يكبر فعيني ، حيت لقيتو كايرد البال لتفاصيل صغيرة، وكايدير مجهود يفهم اللي ما كانقدرش نعبر عليه...
فمدة قصيرة بزاف، عرفت بزاف عليه وعلى حياتو... كتر من داكشي اللي عارفة على الناس اللي معايا من قبل... ومع الوقت... بدا كايبان لي بلي مازال حياتو غادي تزيد تعمر... وغادي يولي عندو بزاف ما يعيش وما يعاود...
رواية ومابغاتش تسالي...
سلام تبارك الله عليك ... شي حاجا جديدة ماكرهناش لكمالة, من جيهتي عشت معاالقصة
ردحذفكنشكرك بزاف أ يوسف :)
حذفغادي نكتب الجزء الموالي دابا...