الجمعة، 18 ديسمبر 2015

1- فالعام الأول من ورا الباك...

من بعد ماخديت الباك، تخصصت فالتجارة .. واخا عمرني كنت كانتخايل نتبع هاد المسار ودرتو حيت مابقا عندي حتى اختيار، فمدة قصيرة عجبني هاد المجال ووليت متحمسة أنني نكمل فيه من بعد ما فكرت ندوز غير العام الأول فانتظار يجي عام جديد نجرب الحظ ديالي مرة أخرى، فحوايج خرى...

فواحد الوقت ولمدة طويلة، كان الحلم ديالي نولي طبيبة نفسانية... واقيلا حيت كانت كتبان لي شخصيتي مركبة بزاف وفيها بزاف ديال الحاجات المخبية لدرجة حببتني فخذمة كاتخليك تكتشف أعمق ما كاين فالانسان، وتقيس أقدس ما فيه : روحو...

المهم، نرجعو للعام اللي كنت فيه فأول سنة دراسية من بعد الباك، وبلا مانطول فدوك الأحاسيس والاختلافات اللي كاتطرا فالشخصية والأفكار والتوجهات والأحلام حتى هي... لحد الان، مازال أنا هي أنا، ديك البنت اللي باغا تقرا مزيان وكتقلب تتفوق وكتشوف راسها مختلفة بزاف على اللي دايرين بها... وهنا غادي نركز على موضوع اخر : علاقتي بالدراري...

ملي كنت صغيرة بزاف وأنا عندي ميول للتعامل مع الدراري، كان كيعجبني نلعب معاهوم اكثر من البنات... ماكانت حتى شي حاجة كاتبان غير طبيعية فالموضوع، غير هو كان عندي واحد الارتياح كثر مع الجنس الاخر، الحاجة اللي كنت كنفسرها بأنني معنديش أخ...


ملي كبرت، استمر هاد الاحساس ووليت كنبغي ندوز الوقت مع الدراري  وكيهمني نحافظ على صداقتي معاهم اكثر من البنات ... ولكن هادشي كان كايجبد لي بعض المرات المشاكل، حيت واليديا مامنفتحينش على هاد القضية وكايتعاملو على أساس باغيين يحميوني من هاد الخطر (اللي هو الدراري...) وفنفس الوقت، مع بعض الولاد اللي كيشوفو تعاملي المزيان معاهوم كتعبير على حاجة خرى، مختلفة على الشعور الأخوي...  (حيت فلداخل ديالي، كان عندي حلم : نلقا صديق اللي يكون أخ ديال بصح، مايشوف فيا حتا حاجة اخرى ومانشوفهاش فيه حتى أنا... وهادشي ماكانش ساهل، وعليها سميتو حلم...)


ماغاديش نركز على هاد النقطة ولكن ضروري نذكرها، حيت فهاد المرحلة وليت كنعرف دراري كتر وكنتقرب منهوم كتر بالتعياط فالتيلوفون والهضرة فالفايسبوك (تحطيت فمواقف فهموني فيها واليدي غلط بسبب هادشي وكانو كيشوفو فيا ديك البنت المراهقة اللي بحال الاخرين وعلاقتها مع الدراري كتدور على الاعجاب والعلاقات اللي بعيدة على شنو أنا كنت باغية...)


نقدر نقول بلي كانت عندي صديقة وحدة (وهي اللي شادة فهاد العلاقة كثر مني حيت كون طلقاتها فأي لحظة ماكنتش غادي ندير مجهود نعتقها...) ومن بعدها جات صديقة جديدة تزادت عليها من بعد ما عرفتها كزميلة فالقسم (ونفس الشيء، علاقة ماكانتش كاتعني لي بزاف بحال علاقة نقدر نربطها مع دري...)... ماكنتش مربية الكبدة على شي بنت فمرة، ولكن بالمقابل، كانو شي أصدقاء عزاز عليا وماباغاش نخسرهوم، خصوصا واحد الدري اللي غادي نختار ليه اسم "نور"... حيت بالنسبة لي كان نور فحياتي وماشفتو حتى جا الظلام وفات الفوت (هاد القصة غادي نرجع ليها بالتفصيل)


من غير نور، كانوا عندي صحاب خرين ولكن ماشي متقربين بزاف بحالو... وفنفس الوقت، كان عندي واحد البرود ايلا قدرنا نقولو... حتى لهاديك الوقيتة كنت عمرني ربطت شي علاقة مع شي دري خارج الصداقة....


هادا ماكيعنيش بلي ماكيعجبونيش دراري... ولكن بالنسبة لي كانت الحلاوة ديال الاحساس فانني نعيشو وصافي، مانفوتوش لشي حاجة خرى... وخا يكون دري اللي عاجبني بزاف، ماكنتش مستعدة ولا قادرة ولا كاع متقبلة فكرة نرتبط معاه... حيت من جهة، كانت عندي واحد الرغبة كبيرة بزاف، فانني نعرف راجل واحد حياتي كاملة... كنت باغا نعيش قصة وحدة ونبداها ونساليها مع راجل يكون هو الأول وهو الأخير، وهادشي من طبيعة الحال، خلى القرار ديال اختيار هاد الرجل يكون مصيري بالنسبة لي... كنت رافضة تماما فكرة أنني نغلط، وكنت كنفضل أنني نعيش حياتي كاملة وحيدة على أنني نرتبط بانسان ومايصدقش... (نقدر نزيد كاع بلي كنت دايرة مع راسي تحدي، أنني ادا قدرت نكمل حياتي بلا راجل يشاركني فيها، غادي يكون حسن، وغادي نفتخر براسي كثر...)


المهم، بقات كتدوز الايام وانا كمنشوف البنات كيتلاقاو بواحد ويتفارقو مع اخر... كيدويو على هدا اليوم والاخر غدا... فيهم اللي عايشات قصص غرامية كتخليك تتمناي فشي لحظة تذوقي نفس الاحساس وفيهوم اللي كاتعاود على شي تجربة قاسية كتخليك تكرهي لراسك أي احتمال ديال أنك تعيشي بحال داك الذل والمهانة...


وفكل مرة، كايتبعوني الأسئلة وكثرة النبيش :" مايمكنش ماتكوني كتعرفي حتى شي واحد، علاش مخبية علينا، واش نتي ناوية تبقاي بوحدك،..." وبعد المرات كيتزاد على هادشي أسلوب ديال الاحتقار أو الاستهزاء... اللي كان معاونني هو انه كان عندي مبدأ ومقتنعة به لدرجة حتى شي حد مايقدر يزعزع هاديك القناعة (وهادا ربما السبب اللي كان كيخليني نمل التعامل مع البنات، حيت الاغلبية ديال الوقت الموضوع اللي كتدور عليه هضرتهوم كاملة : الدراري وما جاورهم...) ... ولكن كيجيو شي وقات، اللي قدام الاسئلة وكثرة الضغط والهضرة والمعاني ديال الصحابات وديال البنات اللي من العائلة كانبدا نختلق قصص باش نتهرب من الشرح (حيت ماعندي لارغبة لاقدرة نشرح كيفاش كنفكر...)، كنت ديما دايرة عندي "صاحبي" وعايش فكازا أولا فمراكش... باش نبرر أنه ماكايبانش وماكانخرجش معاه بزاف... فكل مرة كنعاود نفس القصة وكنشك بلي كانو اللي كيحسو بيا غير كانتخايل وصافي...


ولكن كانت واحد الحاجة اللي كانت كتمرضني بزاف واللي كاتخليني مرة مرة نطرح تساؤلات كثيرة مع راسي، هي أنه ملي كايهضرو الدراري معايا بشكل مباشر أو معا حد اخر، و كيعبرو بالصريح وماكايتيقوش بلي "كاينة شي بنت فهاد الوقت ماعمرها عرفات شي واحد، أو دارت شي حوايج مع دري... واخا غير مرة "... بزاف ديال الحوايج اللي كتشير لنفس القضية وكاتخليني نقول مع راسي "واش كاين شي حد اللي غادي يقدرك ويثيق بك ويفهمك شي نهار؟" 

حيت خاصني نقول تاني، بلي زيادة على هادشي، كان الجزء الثاني من الحلم ديالي، هو أنني حتى أنا نكون المراة الاولى والاخرة فحياة الراجل اللي غادي يختارني ونختارو... 

مع العلم أن الموضوع كامل، ماكانش كيمثل بالنسبة لي شي أهمية... وهادشي ديال العلاقات والحب والغرام كان بالنسبة لي آخر ما كايهمني... كان كيبان لي شي حاجة تافهة مادام مازال ماوصل الوقت اللي نفكر فيها، غادي تشغلني على شنو هو أهم وخاصني نعيشو ديك اللحظة... كنت مركزة على قرايتي وعلى أنني نعيش كيفما بغيت (فحدود اللي قدرت نوصل ليه...)، ونتمتع ونتعلم ونكتشف ونعرف الحياة كثر وكثر...


حتى لهاد اللحظة كلشي عادي... عرفت ناس جداد وبديت مرحلة جديدة... ودرت علاقات صداقة مع دراري كتار فالمدرسة فين كنت، ونور كان أقربهم لي واخا كان بعيد بزاف على فين ساكنة وماكنتشاوفو غير من عام لعام لشي ساعات محسوبة وقليلة بزاف... 


المهم، كملت العام الأول وتكلاسيت من الثلاثة الأوائل مع العلم أني ماكنتش من النوع اللي كايدفن راسو فالقراية، بالعكس، كندير بزاف ديال الحوايج وكنقرا فوقت قصير بلحق بذكاء ومتعة... والمهم من هادشي كامل أنني كنت مرتاحة بزاف وفرحانة وراضية على حياتي، ومفتخرة براسي... والناس اللي كنت كنعرف كانو كيعبرو لي بكاع الطرق بلي عزيزة عليهوم وخصوصا كيحتارموني وكيشوفوني هاداك المصدر ديال الصحك والنشاط اللي كيعطي للجلسة طعم زوين...





داز العام الاول وهاكدا جا الصيف...

هناك تعليقان (2):